https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

ربما يكون التوتر الحاصل بين روسيا وأوكرانيا هو أهم ما يشغل الأوروبيين، الذين أمضوا العامين الماضيين يصارعون – مثل باقي أنحاء العالم – فيروس كورونا، ومشاكل الاقتصاد، ومشاكل المناخ.

ويقف نحو 90 إلى 100 ألف جندي روسي مع معداتهم الثقيلة وأسلحتهم على الجانب الشرقي من الحدود الروسية الأوكرانية، “.

“.اما ر مسؤولو الدفاع الأوكرانيونفانهم يحذرون  من أن هجوما روسيا سيأتي فى وقت مبكر من يناير، وأضافوا أن سيناريو الغزو قد يشمل ليس فقط منطقة دونباس، ولكن عمليات الإنزال البرمائية قد تصل إلى موانئ البحر الأسود الأوكرانية.

وتعتقد واشنطن ان هذه الأنشطة هي  جزء من حملة ضغط روسية أكبر لانتزاع تنازلات سياسية أو دبلوماسية من الغرب، ومع ذلك، يرى  آخرون أن “الغزو الروسي ليس وشيكا ولا وهميا، بل ينبغي النظر إليه بدلا من ذلك على أنه حالة طوارئ عسكرية خطيرة”.

واجتمع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع نظيره الروسى، سيرغي لافروف، فى ستوكهولم، الخميس، وأعرب بلينكن مرارا عن مخاوف إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن بشأن “خطط روسيا لتجديد العدوان على أوكرانيا”.

وأضاف بلينكن لنظيره أن واشنطن لديها “التزام قوي وأشد بسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية

ودعا بلينكن روسيا وأوكرانيا إلى الالتزام مجددا بتنفيذ اتفاقيات مينسك، وهي اتفاق سلام يحدد طريقا لاعادة دمج جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين الانفصاليتين الشرقيتين بأوكرانيا.

ورد الكرملين بتأكيد موقفه الذي طالما تمسك به وكرره بأن موسكو ليس لديها التزامات بموجب اتفاقات مينسك، وأن أي مفاوضات ستجري فقط بين كييف والجمهوريات الانفصالية.

ونفى بلينكن المخاوف التي سبق أن أعرب عنها مسؤولون في الكرملين من أن أوكرانيا قد تستعد لشن هجوم كبير على الجمهوريات الانفصالية، وأضاف أن “أوكرانيا لا تشكل بأي حال من الأحوال تهديدا لروسيا أو تسعى إلى مواجهة تبرر تدخلا عسكريا روسيا”.

وقالت إدارة بايدن إنها مستعدة لفرض عقوبات “عالية التأثير” في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما ردده الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ.

وقال ستولتنبرج في وقت سابق من هذا الأسبوع: “لقد أوضحنا جميعا أنه سيكون هناك ثمن باهظ يجب دفعه، والعقوبات هي أحد الخيارات”.

ومن المرجح أن تشمل هذه العقوبات المرتقبة تدابير تهدف إلى عزل روسيا عن نظام سويفت للمعاملات العالمية، وهي خطوة يقول بعض الخبراء إنها ستوجه ضربة “كبيرة قصيرة الأجل” للاقتصاد الروسي.

وفقد زادت موسكو من حدة خطابها تجاه أوكرانيا منذ تولي بايدن منصبه في يناير الماضي.

فقد اشار بوتين في مقال مطول نشر له هذا الصيف، إلى أن أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفييتي لا يمكن ولا ينبغي لها أن توجد خارج منطقة النفوذ الروسي.

ولطالما أكد بوتين وكبار المسؤولين في موسكو أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي يشكل خطا أحمر “ناصعا” بالنسبة لموسكو.

وفي حقيقة الامر ، فان روسيا قلقة من أن تنضم أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي فعلا، مما يجعل للحلف موطأ قدم مهما على الحدود الروسية.

وقد جاء في مقال بوتين أنه “إذا ظهر نظام صاروخي في أوكرانيا، فإن وقت رحلة الصاروخ – فوق الصوتي – سيكون خمس دقائق إلى أراضينا”، مضيفا “ماذا سنفعل في مثل هذا السيناريو؟ سيتعين علينا عندئذ أن نخلق شيئا مماثلا يتعلق بأولئك الذين يهددوننا بهذه الطريقة”.

وفكرة كون أوكرانيا حليفة للغرب تشكل تهديدا أمنيا لروسيا تحظى باهتمام واسع في دوائر السياسة الخارجية الروسية، . ويقول إيفان تيموفيف، مدير البرامج في مجلس الشؤون الدولية الروسي الذي تموله الحكومة، إن قوات الناتو في أوكرانيا ستغير التوازن العسكري بشكل جذري، على الرغم من أن الحلف موجود بالفعل على حدود روسيا في منطقة البلطيق والقطب الشمالي.

وقال تيموفيف عن توسع الناتو إنه “إذا جاؤوا إلى أوكرانيا أيضا، فإن المسرح المحتمل للعمل العسكري يصبح كبيرا جدا”، مضيفا “كلما زاد طول الخط الأمامي، قل وضوح المكان الذي سيأتي منه الهجوم”.

وغي حقيقة الامر ، فان هذا التحشيد الروسي يشير إلى قناعة أساسية واحدة هي أن روسيا تهتم بمصير جارتها الجنوبية الغربية أكثر مما يهتم به الغرب..

وخلال العام الماضي، أرسل بوتين وأعوانه رسالة  ركزت تركيزا فريدا على الجمهورية السوفيتية السابقة.

وتقول الرسالة إن الأوكرانيين هم “شعب واحد” مع الروس، وهم “يعيشون في دولة فاشلة تسيطر عليها القوى الغربية المصممة على تقسيم وغزو عالم ما بعد الاتحاد السوفيتي”.

وترفع صحيفة نيويورك تايمز تقديرات القوات الروسية المتمركزة على حدود أوكرانيا إلى 175 ألف جندي.

وتقول الصحيفة “بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، فإن دعوة بوتين إلى التاريخ المشترك ليست سوى محاولة جوفاء لملكية تراث البلاد وتبرير الطموحات الإقليمية.

ونقلت الصحيفة عن، أليونا غتمانتشوك ، مديرة مركز أوروبا الجديدة، وهي مؤسسة فكرية في كييف “لقد سرقوا ماضينا”، مضيفة “الآن يحاولون سرقة مستقبلنا.”

وفيما أن اللغة الأوكرانية هي اللغة الرسمية لأوكرانيا، فإن اللغة الروسية – القريبة منها لغويا – لا تزال منتشرة على نطاق واسع.

وغالبا ما ينظر الروس إلى كييف، على أنها مسقط رأس أمتهم، حيث جاء منها الكتاب المشهورون باللغة الروسية، مثل نيكولاي غوغول وميخائيل بولجاكوف، ومثلهم شيوعيون كبار مثل ليون تروتسكي والزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف.

وقال إيليا بونوماريف، العضو السابق في البرلمان الروسي والذي كان البرلماني الروسي الوحيد الذي صوت ضد ضم شبه جزيرة القرم “إحدى المشاكل الهائلة التي تدفعنا إلى الصراع هي أن الهوية الروسية لا توجد بدون هوية أوكرانية”.

وفر بونوماريف لاحقا إلى أوكرانيا، حيث حصل على الجنسية الأوكرانية ولا يزال يعيش هناك.

ومن المرجح أن تكون الأزمة الأوكرانية في طليعة المواضيع التي سيناقشها بايدن وبوتين في محادثة هاتفية قادمة يقال إن موسكو وواشنطن تخططان لها وراء الكواليس. ووفقا لمستشار بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، فإن من المتوقع أن يضغط الرئيس الروسي على بايدن بشأن ضمانات ملموسة فيما يتعلق بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي شرقا و”نشر أنظمة أسلحة من شأنها أن تهدد على أراضي الدول المجاورة، بما في ذلك أوكرانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − تسعة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube