https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

قد تشير الجولة الخليجية الحالية التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي،سيرغي لافروف، إلى كل من الكويت والإمارات وقطر، إلى احتمالات انتقال موسكومن مربع إلى مربع آخر في سياق تعاطيها مع الأزمة الخليجية. فموسكو، منذحزيران (يونيو) الماضي، قاربت الأزمة، على ما يبدو، من منظورين: الأولإقليمي يتعلق بمدى تأثيرها في الملف السوري والعلاقة مع إيران وتركيا،والثاني دولي يتعلق بعلاقة روسيا مع الولايات المتحدة وأوروبا. فقد ظهر أن تداعيات الأزمة واشتعالها لم يتركا أثراً سلبياً على خطط موسكوفي سورية، بل أجريت محاولات توسيع إطار «خفض مناطق التصعيد» بنجاحٍ لا يزالمستمراً، كما تم تشجيع الأطراف الإقليمية في الأردن وتركيا والسعودية علىتسهيل الطريق أمام فصائل المعارضة السورية المعتدلة نحو تضييق خلافاتهاوتوسيع توافقاتها باتجاه التهدئة والحلول السياسية. وعند هذا الحدّ فُهِمأن «بقاء الوضع الراهن» لا يُعطّل مساعي موسكو وخططها في الملف السوري، ومنذلك توافقاتها مع إيران وتركيا، وبدا أنّ الحديث الروسي القديم-الجديد عنمعارضة معتدلة وعن مجموعات إرهابية لا يُواجَه بدرجة الاعتراض نفسهاالسابقة، بل ذهبت فصائل إسلامية مسلحة متشددة مثل فيلق الرحمن إلى عقد هدنةمع الجانب الروسي، قبل أيام، لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية للعاصمةدمشق وحي جوبر جنوبها. ومثلما أنّ الأزمة الخليجية لم تُعطّل توسيع شراكة موسكو مع طهران وأنقرةودمشق، فإنها أتاحت لها التحرك باتجاه أطراف الأزمة في ظل عدم إنجاز وزيرالخارجية الأميركي تيلرسون في جولاته واتصالاته مع الأطراف الخليجية أيّاختراق يمهّد لتسوية جوانب الخلاف أو حلّها بطريقة جذرية، كما ترغب الدولالأربع المقاطعة لقطر. هنا احتسبت موسكو هذه النتيجة كربحٍ لها قلّص، بدرجةأو بأخرى، من الأفضلية الأميركية في «احتكار» الملف الخليجي أمنياًوسياسياً، من دون أن يعني ذلك، بالطبع، أن لدى موسكو أوهاماً بمنافسةأميركا في هذا السياق والحلول بدلاً منها. غير أنّ جولة لافروف الخليجيةالحالية تشي، ربما، بأن ثمة فرصة أمام موسكو للانتقال إلى مربع آخر فيالتعاطي مع الأزمة الخليجية، وذلك عبر التدخل كطرف دولي وسيط داعمٍ للوساطةالإقليمية التي تقودها الكويت، فضلاً عن أن هذه الجولة تتحسس المصالحالروسية، لضمان عدم تأثرها جرّاء الأزمة الخليجية، بل البحث عن نوافذ جديدةلتوسيعها، في ظل انسداد الأفق السياسي للحل، وهي، للمفارقة، بيئة مثلىللقوى الكبرى في توسيع الشراكات واللعب على وتر تحسين أوراق كل طرف وتكثيرمناصريه، أو تحييد اللاعبين الدوليين.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − تسعة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube