https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

بينما تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ أسابيع من دون نهاية تلوح في الأفق، وسط مخاوف غربية من تكرار التجربة نفسها من جانب الصين في تايوان، تبرز أهمية ترتيبات متعددة الأطراف، مثل الحوار الأمني الاستراتيجي الرباعي الذي يضم كلاً من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، والنظر إلى توسعته ليضم كوريا الجنوبية، ضمن المساعي الرامية لكبح جماح بكين.
ونقلت وكالة الصحافة الألمانية عن الباحث والمحلل الأميركي نيكولاس هانسون الذي عمل سابقاً ضابط استخبارات في سلاح مشاة البحرية الأميركية، وخدم في شرق وجنوب شرقي وجنوب آسيا، قوله في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست»، إن مرشح المعارضة المحافظ يون سوك يول، يبدو على وشك إصلاح السياسة الخارجية لبلاده وموقفها على الساحة العالمية، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية مؤخراً.
وكجزء من برنامجه، دعا يون إلى تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة، كما دعا إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد كوريا الشمالية، من خلال إطار «السلام من خلال القوة» الذي يتضمن الحصول على قدرات الضربات الوقائية، وصد التهديدات الصينية للمصالح القومية لكوريا الجنوبية.
ويضيف هانسون أنه مع فوز يون، فإن لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فرصة لا تقدر بثمن لإضفاء إطار عملياتي -هناك حاجة ماسة له- على رؤيتها الغامضة لـ«منطقة المحيطين الهندي والهادي الحرة والمفتوحة» وفي الوقت نفسه تشكيل استراتيجية أميركية متماسكة لمواجهة التحدي الصيني. وتعتمد استراتيجيتها لتلك المنطقة التي صدرت مؤخراً، إلى حد كبير، على التحالفات والشراكات والمنظمات الإقليمية.
وباتت هذه الضرورة المحددة لدعم شبكة التحالف الأميركي متعدد الأطراف في آسيا، أكثر أهمية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويبدو أن الرئيس المستقبلي يون يشعر بأن كوريا الجنوبية لديها حاجة ملحة مماثلة لتعزيز علاقاتها الثنائية ومتعددة الأطراف. وفي مقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» في أوائل فبراير (شباط) بينما كانت القوات الروسية تتجمع على حدود أوكرانيا، كتب يون: «يجب على سيول أن تشارك بمحض إرادتها في مجموعات عمل الحوار الرباعي، وأن تنظر في الانضمام إلى مبادرات التعاون الإقليمي متعدد الأطراف على مراحل، وأن تشارك في التنسيق الأمني الثلاثي مع الولايات المتحدة واليابان».
وفي حين أشار عدد كبير من الخبراء في هذا الموضوع، إلى أن «الصين ليست روسيا» و«تايوان ليست أوكرانيا»، يرى هانسون أن أوجه التشابه بينهما، وليست الفروق، هي التي لفتت انتباه المنطقة.
وبينما تتصارع منطقة المحيطين الهندي والهادي مع تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، يتعين على إدارة بايدن أن تحذو حذو يون، وأن تدعو كوريا الجنوبية للانضمام إلى الحوار الأمني الرباعي.
وفي حين أن الصين لن ترى الأمر على هذا النحو، فإن صعود كوريا الجنوبية إلى المجموعة الرباعية هو «تعاون مربح للجانبين»، وهو فوز لكوريا الجنوبية، والدول الرباعية، ومنطقة المحيطين الهندي والهادي بأكملها.
ويقول هانسون إن «غزو روسيا الطائش» لأوكرانيا، تسبب في إحداث صدمة في جميع أنحاء العالم، وتشعر بها الشعوب خارج أوروبا، وبشكل أشد قسوة في آسيا. والواقع أن القرار أحادي الجانب الذي اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين بجلب الحرب الأكثر كارثية إلى أعتاب أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ترك عديداً من الحكومات الآسيوية تدرك بشكل غير مريح أن الرئيس الصيني شي جينبينغ قد يجلب بمفرده فوضى مماثلة إلى جوارها.
ويرى أن مقارنة المغامرة العسكرية الروسية في أوروبا الشرقية على مدى العقد ونصف العقد الماضيين بـ«العدوان» الصيني المستقبلي في شرق آسيا، هو استدلال مفيد لفهم هذا القلق. كما أنه يؤكد على الفرصة التي لا يمكن الاستغناء عنها التي تتيحها الأحداث الكارثية في أوروبا لآسيا، وهي النظرة إلى المستقبل.
وبدلاً من انتظار غزو حتمي عبر المضيق من قبل «جيش التحرير الشعبي الصيني» في تاريخ وشيك غير معروف، يمكن لتايوان والدول المهتمة بأن ترى أنها بعيدة عن قبضة الصين الشمولية، اتخاذ خطوات متعمدة لمنع هذا الاحتمال. وفي حقيقة الأمر، يقع أعضاء المجموعة الرباعية وكوريا الجنوبية مباشرة في هذا المعسكر.
ويشير هانسون إلى أن الولايات المتحدة كافحت في ظل عديد من الرؤساء لصياغة وتنفيذ استراتيجية تنافسية واضحة للتعامل مع الصين الصاعدة والانتقامية.
وبالنسبة للرئيس الأسبق باراك أوباما، كان التركيز على «محور» أعيدت صياغته لاحقاً باعتباره «إعادة توازن» لم يسفر عن تغيير يذكر. وفي المقابل، كان الحل هو فرض عقوبات اقتصادية عشوائية ورسوم جمركية من جانب الرئيس السابق دونالد ترمب، والتي فرض كثيراً منها على الحلفاء والشركاء. ونهج الرئيس جو بايدن المعلن هو الاستفادة من نظام التحالف الأميركي الذي لا مثيل له، على الرغم من أن الهدف من هذه الخطة لا يزال غير واضح. ونتيجة لذلك، كان عدم التماسك هو الجانب الثابت الوحيد من سياسة أميركا المعاصرة في الصين.
ويمكن أن تكون زيادة عضوية المجموعة الرباعية ونفوذها بمثابة أساس لاستراتيجية إدارة بايدن، للحد من طموحات الصين القصوى في آسيا. وكما أظهرت الأحداث عبر المحيط الأطلسي، فإن إيمان بايدن بنظام التحالفات والشركاء والأصدقاء للولايات المتحدة في وضع جيد. ويقول هانسون إن «الوقت حان للولايات المتحدة لمضاعفة هذه القناعة، قبل أن تتكرر عملية صنع القرار المجنونة التي يتخذها بوتين في أوروبا الشرقية في شرق آسيا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × أربعة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube