https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

اظهرت القمة الافتراضية التي عقدت بين الرئيسين بايدن وبوتين ، السبب الحقيقي  للحشد العسكري الروسي على حدود اوكرانيا ، والذي دفع امريكا الى القول ان روسيا  تخطط لغزو اوكرانيا . فموسكو قلقة  من تحركات حلف  الناتو ووصول طلائعه العسكرية الى الحدود الروسية . وقد عبر بوتين عن هذا الامر في القمة عندما قال لنظيره الامريكي :  “أن واشنطن أخطأت بتوجيه كل اللوم إلى الجانب الروسي بشأن التوتر الحالي، لأن الناتو يعمل على التغلغل في الاراضي الاوكرانية  ويصعدوجوده العسكري عل حدود روسيا.” .

هذا هو السبب الأساسي الذي دفع موسكو لحشد قواتها  ،بهدف   الضغط على الغرب  من اجل  الحصول منه  على اتفاق بخصوص توسع حلف الناتو .

وقد طلب بوتين من الرئيس الامريكي صراحة- واول مرة – التوقيع على اتفاق مكتوب يلزم الناتو  بعدم التوسع شرقا ،وحشد اسلحة هجومية على حدود روسيا .

وفي واقع الامر ، فان هذه المطالبة الروسية  قد تاخرت نحو ربع قرن . وللتذكير فقط ، فقد اعلن غورباتشف –آخر رئيس سوفياتي – انه حصل من الغرب على تعهد  بعدم تمدد حلف الناتو في الجمهوريات السوفياتية السابقة  ،مقابل سحب  القوات السوفياتية من المانيا الديمقراطية وغيرها من مناطق شرقي اوربا .  وفيما بعد نفى الغرب وجود مثل هذا التعهد ،وعزز الناتو حضوره العسكري ،ونصب اسلحة هجوميه في جمهوريات البلطيق السوفياتية السابقة . والحلف الاطلسي يقوم بالخطوات نفسها اليوم في اوكرانيا .

 وقد تقصد بايدن في القمة  عدم اعطاء اية ضمانات  حول توسع حلف الناتو مستقبلا  ، و قال : ان لكل دولة الحق في اختيار اصدقائها .

وردا على مشاعر القلق التي عبر عنها الرئيس بايدن ازاء الحشد العسكري الروسي  ، اكد  بوتين ، ان على روسيا ان تكون أكثر قلقا من أمريكا. فقوات الناتو المرابطة على الحدود الروسية جاءت من بعيد ، وهي قطعت آلاف الكيلومترات ، بينما القوات الروسية تتحرك  ضمن اراضي روسيا  .

وكان لافتا التحرك الامريكي قبيل القمة ، حيث اجرى بايدن اتصالات مع قادة الدول الغربية الاساسية وحصل  منهم على موقف موحد ازاء الاجراءات التي يمكن ان تتخذ بشكل مشترك في حال دخل الجيش الروسي اوكرانيا.وقد ارادت الادارة الامريكية الايحاء من وراء ذلك ،  ان بايدن يعبر عن موقف الدول الغربية الاساسية كلها وليس فقط عن الموقف الامريكي . وقد ابلغ الرئيس الامريكي نظيره الروسي بذلك، بقوله  ان عقوبات شديدة اقتصادية وغيراقتصادية  ستتخذها امريكا وحلفاؤها في حال حدوث ما اسماه الغزو الروسي .

 وقد اسهب ممثلو الادارة الامريكية في الحديث عن تلك العقوبات التي يمكن ان  تتضمن ، عزل روسيا عن النظام المالي  العالمي، والذي يعني منع  اي بنك او مواطن اوشركة روسية من تحويل اي مبلغ او التعامل بالروبل  خارج روسيا     ، ومنع الاستثمار في روسيا  ،  وحظر التعامل مع الصندوق  السيادي الروسي في سوق الاسهم العالمية  ،  واغلاق خط الغاز الشمالي الى المانيا ، وتقديم اسلحة فتاكة ال  اوكرانيا وغيرذلك .

ولايمكن القول ان نتائج القمة كانت صفرا .صحيح انها لم تفض الى  اية اختراقات  في الازمة الاوكرانية ،ولكن مجرد انعقادها هو عمل ايجابي. فالحديث وجها لوجه دائما افضل  من تبادل التهم والتحذيرات عن بعد  .ثم ان كل طرف بات يعرف الآن بشكل افضل نيات الطرف الآخر ، وسيتصرف  مستقبلا على هذا الاساس .اضافة الى ذلك ،  حدثت بعض الخطوات الايجابية في القمة ، منها اقتراح بويتن بالغاء الاجراءات العقابية المتبادلة بحق السفارات ،وقد اكد بايدن انفتاحه على هذا الاقتراح  ، كما اتفق الرئيسان على تكليف فريقيهما بمواصلة الحوار” بشأن القضايا الخلافية في المستقبل . وهذا يعني وجود قناعة مشتركة  بضرور ايجاد مخارج سياسية للقضايا المختلف عليها .وهو امر ايجابي ، قد يفضي الى تنفيس حالة الاحتقان  الشديدة التي تعاني منها  العلاقات الامريكية الروسية .

8،12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × اثنان =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube