https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

المؤلفة :عائشة زاراكول
في كتابها “قبل الغرب: صعود وسقوط أنظمة العالم الشرقي” (كامبريدج 2022) تقترح أستاذة العلاقات الدولية في جامعة كامبريدج عائشة زاراكول طريقة بارعة للخروج من هذا المأزق الفكري، إذ تحلّل تجربة الإمبراطوريات غير الغربية السابقة التي سعت إلى إنشاء أنظمة عالمية.
وتحاول زاراكول بذلك تقديم تاريخ جديد للعلاقات الدولية يتجاوز النظام الوستفالي، وتكشف دراستها عن الطرق الواضحة التي تفاعلت بها الأنظمة السياسية في الأجزاء غير الغربية من العالم مع بعضها البعض في الماضي، وتستفيد من ذلك في كيفية فهم القادة السياسيين المعاصرين للنظام الدولي اليوم.

يتحدّى كتاب زاراكول الرأي القائل بأن النظام الدولي الحديث بدأ عام 1648، بدلًا من ذلك، اقترحت بديلًا مثيرًا للقارئ، إذ يرجع تاريخ بداية النظام العالمي الحديث -وفق كتاب زاراكول- إلى عام 1206، عندما كان إمبراطور المغول جنكيز خان حاكمًا معروفًا لجميع شعوب السهوب الأوراسية (منطقة تمتدّ من غرب الصين حتى شرق أوروبا). ودرس الكتاب “النظام الجنكيزي” الذي خلقه هو وخلفاؤه المتنوعون.

وإذ تقدم الأطروحة فكرة مثيرة ومبتكرة لكنها تتجاهل بعض المصادر الأساسية المهمة حول الدبلوماسية في إمبراطورية المغول. مثل هذه الأدلة ستزيد من حدة روايتها لكيفية تفاعل المغول وخلفائهم على وجه التحديد مع دبلوماسيين من الدول المجاورة في هذا النظام العالمي القديم.

ورغم وجاهة هذا النقد، لكن زاراكول محقّة في الإشارة إلى أهمية النظام الجنكيزي كتاريخ مواز للنظام الوستفالي. فابتداء من القرن الـ13 تحت حكم جنكيز خان وخلفائه، أنشأ المغول أكبر إمبراطورية في العالم، والتي امتدّت عبر السهوب من المجر إلى الصين. كان جنكيز خان يطمح إلى حكم العالم بأسره، وأقام علاقات دبلوماسية مع جيرانه على هذا الأساس.

ولم يتمكّن أي أحد من خلفائه من السيطرة على مساحة كبيرة، ولكن مع أخذ المغول الأوائل نموذجًا لهم، فإنهم سيخلقون إمبراطوريات مينغ (أباطرة الصين من سلالة هان)، سلطنة مغول الهند، والصفوية، والتيمورية، على التوالي، في كل من الصين الحالية والهند وإيران وأوزبكستان.

والأهم بالنسبة للعلاقات الدولية الحديثة اليوم، أن الشعوب التي تعيش الآن في مناطق الإمبراطورية المغولية السابقة تدرك تمامًا هذا الماضي، كما يتّضح من طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب الكاتب.
عوالم جنكيز

تنفي المؤلفة أن القوى الآسيوية القديمة كانت قوى إقليمية فقط. فقد كان جنكيز خان وخلفاؤه يتطلعون إلى حكم العالم كما عرفوه. صحيح أنهم لم ينجحوا (ولم تنجح في هذا أيضًا أي قوة أوروبية)، لكنهم قادوا جيوشًا مترامية الأطراف مدعومة بالمحاربين الأشداء، وأسسوا إمبراطوريات انخرطت في الدبلوماسية مع العديد من الجيران ومع دول بعيدة عن السهوب الأوراسية، ما شكّل نموذجًا دائمًا للحكام الآسيويين اللاحقين.

استمر تأثير جنكيز أو “الجنكيزية” -كما تصفها زاراكول- لما يقرب من 500 عام (أطول من نظيره في ويستفاليا حتى الآن)، وكان له ثلاث مراحل مختلفة. كانت الأولى من حوالي 1200 إلى 1400. وهي تضم كلًا من إمبراطورية المغول الموحّدة التي حكمها في البداية جنكيز خان، وبعد تفكّك الإمبراطورية في عام 1260، كانت الدول التي خلفتها في العصر الحديث: الصين وإيران وروسيا وأوكرانيا وآسيا الوسطى.

وإذ اعتنق حكام ثلاثة أرباع الإمبراطورية -التي تشكّلت بعد جنكيز خان- الإسلام في النهاية (الأجزاء الغربية من الإمبراطورية)، فقد تبنّى الإمبراطور قوبلاي خان -حاكم الربع الباقي في الصين ومنغوليا الحديثة- مذاهب البوذيين والطاويين والكونفوشيوسيين، من بين ملل أخرى.

كان التعايش السلمي بين هذه المناطق في القرن الرابع عشر يشبه “بداية العلاقات الدولية الحديثة.. عندما تغلبت مصلحة الدولة العقلانية على الانتماء الديني”، كما تقول المؤلفة.

وفي المقابل يعدّ هانسن أن المؤلفة تبالغ في ادّعائها، مشيرًا إلى أن الانتماء الديني غالبًا ما كان متشابكًا مع “مصالح الدولة العقلانية” داخل الأنظمة السياسية في ذلك الوقت. ويضيف أن “اختيار الحاكم للدين (أو الأديان) التي يتبنّاها كان يحدّد -بشكل كبير- اختيار حلفائه السياسيين”.

يتألّف النظام العالمي الثاني للجنكيزية من الإمبراطورية التيمورية لتيمور الأعرج (المعروف أيضًا باسم تيمورلنك)، الذي عاش من 1336 إلى 1405، وسلالة مينغ في الصين، التي حكمت من عام 1368 إلى 1644.

صاغ تيمور دولته على غرار حالة جنكيز خان، بل وتزوّج إحدى حفيداته لتعزيز ارتباطه بالخان العظيم.

وفي تناقض حاد، ركّز حكام سلالة مينغ في الصين كل مواردهم على هزيمة مختلف الأعداء المغول والأتراك (بما في ذلك قوات تيمور). ومع ذلك، كان أباطرة مينغ يأملون في ترسيخ أنفسهم خلفاء لإمبراطورية المغول، وأرسلوا أسطولًا من سفن الكنوز على متنها 28 ألف رجل حتى شرق أفريقيا لعرض قوتهم للعالم. وعلى الرغم من اختلاف وجهات نظرهم عن المغول، كان كلٌّ من تيمور وأباطرة مينغ الأوائل يطمحون جميعًا إلى حكم إمبراطوريات كبيرة مثل جنكيز خان.

شمل النظام العالمي الثالث الذي تقترحه زاراكول الملوك الأطول عهدًا، وتقصد بذلك المغول والعثمانيين والصفويين. ولم يكن هؤلاء الحكام على غرار جنكيز خان، لكنهم جميعًا كانوا يأملون في حكم العالم.

لقد نجحوا في تسخير قوة المحاربين الفرسان لغزو مساحات شاسعة من الأراضي في كل من الهند الحديثة والأناضول وإيران -على التوالي- وشكّلت إمبراطورياتهم جميعًا منافسة جادة للقوى الاستعمارية الأوروبية. وعلى نحو ملائم، أنهت زاراكول كتابها بتاريخ ضعف هذه السلالات الثلاث حوالي عام 1700.

وعلى مدى خمسة قرون، اشتركت هذه الدول “الجنكيزية” في بعض السمات الرئيسية. بدلًا من اختيار حاكمهم عن طريق البكورة (أول الأبناء) -كما فعلت العديد من الممالك الأوروبية- اختاروا حكامًا جددًا من خلال نظام “تانيستري”، وهو مصطلح (مستعار من الممارسات التاريخية لقبائل سلتيك في الجزر البريطانية)، يعني أن أفضل فرد مؤهّل يجب أن يحكم الجماعة بعد وفاة الزعيم.
الدبلوماسية والألواح الحديدية

لكن خمسة قرون هي فترة زمنية طويلة لا يمكن لكتاب واحد تغطيتها، وهو ما جعل كتاب “قبل الغرب: صعود وسقوط أنظمة العالم الشرقي” يفتقر -أحيانًا- إلى الكثير من النماذج حول الدبلوماسية، التي يُفترض أن تكون موضوعه.

هذا الإغفال مثير للدهشة بالنسبة لهانسن، لتوفّر روايتين تفصيليتين لشهود عيان للزيارات الدبلوماسية إلى حكام سلالات “الجنكيزية” على نطاق واسع للباحثين، وحتى مع ترجمة إنجليزية. تصف هذه الروايات كيفية عمل النظام الدبلوماسي الجنكيزي (ما بعد جنكيزخان)، لكن تتجنّب -على عكس كتاب زاراكول- المبالغة في كثير من الأحيان بخصوص كفاءة حكم المغول.

ويروي الكاتب هانسن، قيام وليام من روبروك -وهو مستكشف وراهب فرنسيسكاني أصله من بلجيكا- بزيارة بلاط مونكو، حفيد جنكيز خان، بالقرب من قراقورم في منغوليا الحالية (عاصمة الإمبراطورية قديمًا) بين عامي 1253 و 1255. أرسل الملك الصليبي الفرنسي لويس التاسع ويليام مبشرًا إلى المغول، ولكن عندما وصل إلى ميناء سولدايا (سوداك في القرم حاليًا) على البحر الأسود، كان مضيّفوه المغول قد سمعوا من التجار المحليين أنه دبلوماسي.

قرّر ويليام قبول الامتيازات المقدّمة للمبعوثين بدلًا من محاولة شرح أمله في التبشير بالمسيحية. ومثل جميع الرهبان الفرنسيسكان، كان يرتدي رداءًا بنيًا ويذهب حافي القدمين، بالزي الذي جعل رحلته عبر السهوب المتجمّدة صعبة بشكل كبير (وفي النهاية، استسلم وارتدى ملابس من الفرو وأحذية من اللباد).

على الرغم من أنه أقلّ شهرة بكثير من قصة سفر المستكشف والتاجر البندقي ماركو بولو (1254 – 1324)، التي تمت كتابتها بعد حوالي 50 عامًا، فإن كتابات ويليام أوف روبروك ضمّت ما يقرب من 300 صفحة (في نسخة تُرجمت عام 1990)، وتقدّم الوصف الواعي وتفصيلًا للإمبراطورية المغولية لدينا حاليًا.
وكمراقب يقظ، كتب ويليام تقريره لجمهور من شخص واحد، راعيه الملك لويس التاسع. كما تكلّم عن المغول، قائلًا “عندما جئت بينهم شعرت حقًا كما لو أنني أدخل عالمًا آخر.” تُظهر روايته بالضبط كيف عامل المغول الدبلوماسيين الذين دخلوا عالمهم.

منح المغول لوحًا معدنيًا لجميع المبعوثين الزائرين الذين مُنحوا الطعام والخيول في المحطات البريدية التي تقع كل 30 ميلًا (أكثر من 48 كلم)، أو نحو ذلك على طول الطرق الرئيسية التي تعبر الإمبراطورية. ويمكن لمن يحملون هذه الألواح المعدنية أن يقضوا الليل في المحطات البريدية.

نجح النظام بشكل جيد، ولكن لم يكن بلا عيوب، كما اكتشف ويليام عندما عبر نهر الدون ورفض السكان المحليون مساعدته.

استغرق الأمر ثلاثة أيام للحصول على حصان جديد. كانت ظروف السفر شاقة. بمجرد أن بدأ ويليام بالسفر بوتيرة المحارب المغولي، تمكّن من قطع مسافة 60 ميلًا كل يوم، وتغيير الخيول مرتين أو ثلاث مرات. كان الإفطار إما مرقًا وإما حساءً خفيفًا، ولم يكن هناك غداء؛ كان الطعام الصلب الوحيد الذي تلقاه المسافرون على العشاء.

في يوليو/تموز 1253، عندما وصل إلى بلاط باتو-أحد أحفاد جنكيز خان- طلب ويليام إذنًا رسميًا للتبشير بين المغول -الذين اتّبع بعضهم بالفعل تعاليم كنيسة الشرق، وهي فرع من المسيحية انتشر في معظم أنحاء آسيا بعد القرن الخامس الميلادي- أرسل باتو ويليام إلى العاصمة في قاراقوروم، حيث كان والده مونكو -الخان العظيم- يترأس إمبراطورية المغول.

لا يشرح ويليام قرار باتو، ولكن يُفترض أن باتو -كزعيم إقليمي- تعامل مع جميع الأمور المحلية المتعلقة بولايته القضائية، لكن كان عليه إحالة مسائل الدبلوماسية الدولية إلى الخان العظيم. ما يشير إلى أن الخان فقط هو الذي يمكنه اتخاذ قرارات بشأن مواضيع معينة. إذا لم يكن موجودًا، فلن يتمكن أي شخص آخر من اتخاذ قرار بشأنه.

وصل ويليام إلى بلاط مونكو خان الشتوي على نهر أونجين في منغوليا الحالية؛ وهناك، قضى الخان العظيم الموسم محاطًا بحاشيته وعشيرته. قدّم ويليام طلبه للتبشير من خلال مترجم، لكن المترجم والخان كانا في حالة سكر، ولم يحصل ويليام على إجابة محددة.

في البداية سُمح له بالبقاء شهرين في البلاط، بقي ويليام هناك لمدة ثلاثة أشهر، وقضى ثلاثة أخرى في العاصمة المغولية قاراقوروم. شارك في نقاش حول الدين مع المسلمين والبوذيين والمسيحيين الآخرين -ولمرة واحدة كان لديه مترجم مختص- لكن النقاش لم يكن حاسمًا، وغادر دون الحصول على إذن بالوعظ داخل الأراضي المنغولية.

تُجسّد كتابات ويليام حقيقة الحكم المغولي. ربما كان حكام المغول يتطلعون إلى إنشاء نظام عالمي، لكن إمبراطوريتهم ظلّت لا مركزية بعمق على الرغم من النظام البريدي الفعال الذي سمح للرسائل والأشخاص مثل ويليام بعبور الإمبراطورية. لم يكن الخان العظيم يدير إمبراطوريته بشكل مباشر. بدلًا من ذلك، عيّن حكامًا محليين حكموا بأنفسهم، واستمر إلى حد كبير في تنفيذ سياسات أي سلطة كانت سائدة قبل صعود المغول.

بعد حوالي 150 عامًا، كان لدبلوماسي إسباني تجربة مشابهة لتجربة ويليام. زار روي غونزاليس دي كلافيجو الإمبراطور تيمور في سمرقند -وهو مركز تجاري رئيسي في أوزبكستان الحالية- لمدة شهرين في عام 1404. أرسله هنري الثالث ملك قشتالة، الذي كان يأمل في تشكيل تحالف ضد العثمانيين، وسلّم كلافيجو والوفد المرافق له رسالة وهدايا لتيمور. أثارت ثروة عاصمة تيمور، حيث نصب 50 ألفًا من أنصاره خيامهم، إعجاب كلافيجو بعمق. استضاف تيمور ضيوفه الإسبان بسخاء، وقدّم لهم اللحوم والنبيذ ودعاهم إلى حفلات الاستقبال الفخمة.

ولكن عندما مرض تيمور، تولّى ثلاثة من مستشاريه المسؤولية. وبسبب عدم تمكنهم من ممارسة أي سلطة حقيقية، حثّوا الإسبان على العودة إلى ديارهم، وهو ما قاومه كلافيجو؛ لأن مهمته كانت الحصول على ردّ من تيمور على هنري الثالث.

بعد شهرين فقط من وصوله، انطلق كلافيجو خائبًا إلى إسبانيا، نتيجة الصراعات التي اندلعت بين أولئك الذين يطمحون للاستيلاء على إمبراطورية تيمور. وأكّدت تجربة كلافيجو -كما تجربة ويليام أوف روبروك- أن الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقرّر أي شيء بشأن العلاقات الخارجية هو خان نفسه.
منمنة من مخطوط يعود للقرن الخامس عشر تصور حفل تتويج خان المغول الكبير (شترستوك)

وتنسب زاراكول الفضل إلى جنكيز خان في “نشره -من خلال نموذجه- معيار الحاكم السياسي كونه السلطة العليا الحصرية، التي يتم إضفاء الشرعية عليها عبر الهيمنة العالمية”.

تدّعي المؤلفة أنه أدخل “درجة عالية للغاية من المركزية السياسية.. عبر إخضاع جميع أشكال السلطة المتنافسة معه”. خلال الحملات العسكرية، كان للخان القدرة على القيادة، وكان يكافئ أتباعه بالنهب. لكن في زمن السلم، كانت سلطة الحاكم أقل بكثير.

ومع ذلك، فإن آراء زاراكول لا تتوافق مع تجربة ويليام روبروك وكلافيجو. فقد حافظ الخان على “السلطة العليا” بمعنى أنه هو الوحيد الذي يمكنه اتخاذ قرار بشأن مسائل معينة؛ مثل: إعطاء إذن لراهب فرنسيسكاني واحد للتبشير، أو إرسال خطاب إلى حاكم آخر، لكنه لم يفرض أبدًا سياسات لدمج الأجزاء المختلفة من إمبراطوريته، كما يقول هانسن.
مراكز أخرى.. عوالم أخرى

يمكن للعلماء مناقشة ما إذا كان تفسير معين للماضي دقيقًا، لكن الفهم الشائع للماضي -خاصة بين صانعي السياسات- غالبًا ما يشكّل العلاقات الدولية الحديثة.

وكما تقترح زاراكول، فإنه يجب على العلماء أن يسألوا عن الفترة التي يدرسون “ما المنطق الذي كان سائدًا في هذا العصر، والذي لا يزال فعالًا في عصرنا؟” يستكشف فصلها الأخير النزعة الأوروآسيوية – وهي حركة فكرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حدّدت السوابق غير الأوروبية للأنظمة العالمية التي تغطي كلًا من أوروبا وآسيا – وبشكل أكثر تحديدًا، كيف فهم المثقفون في اليابان وروسيا وتركيا التأثير طويل المدى للحكم المغولي على مجتمعاتهم.

وهذا التركيز يأتي في الوقت المناسب؛ فمنذ عشرينيات القرن الماضي، ناقش المؤرخون الروس -مثل نيكولاي تروبيتزكوي، وجورج فيرنادسكي، وليف جوميلوف- كيف أثّر حكم المغول قرنين من الزمان في روسيا الحديثة.

لقد دعوا القادة المعاصرين إلى محاكاة جنكيز خان وتوحيد الروس حتى يتمكّنوا من بناء إمبراطورية جديدة تمتدّ عبر أوروبا وآسيا.

اكتسب مثل هذا التفكير شعبية هائلة منذ انهيار الشيوعية، وتقول المؤلفة إن التاريخ الكامن وراء فكرة الأوراسية يساعد في فهم الأحداث التي تحدث في المنطقة التي حكمها المغول في يوم من الأيام.

ومثل أي كتاب رائد، يغطي كتاب “قبل الغرب” الكثير من المساحات الجديدة، لكن لا يشرح كل التفاصيل بشكل كاف ودقيق، وعلى وجه الخصوص، يبالغ الكتاب -نوعًا ما- في تصوّر مركزية إمبراطورية المغول.

وإضافة لذلك فمن خلال البدء في تأريخ العلاقات الدولية بعام 1206، فإن المؤلفة تخاطر بالتغاضي عن أهمية الأحداث السابقة لذلك التاريخ، ولكن تبقى الفكرة الأساسية للمؤلفة مهمّة، فدراسة المجتمعات غير الأوروبية التي كانت تطمح إلى إنشاء أنظمة عالمية قبل عام 1500 يكشف الكثير عن العالم الحديث.

وتظل الأنظمة العالمية التي أنشأها الحكام القدامى خارج أوروبا ذات صلة عميقة؛ لأن الناس الذين يعيشون في تلك المناطق اليوم يتذكّرون تلك المآثر والأنظمة السابقة، ويحاولون -في بعض الأحيان- إعادة إنشائها، خاصة في عالم يتّجه إلى تعدّدية الأقطاب من جديد، وتقع العديد من المراكز السياسية والاقتصادية خارج أوروبا والغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة − 2 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube