https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

في يوم من أيام شهر أبريل/نيسان 2019، استلم فني الحاسوب الأميركي “جون إسحاق” جهاز “ماك بوك برو” من أحد الزبائن لإصلاحه، وقد بدا الزبون قلقا للغاية على مصير المعلومات الموجودة داخل القرص الصلب الذي سُكِب عليه سائل بالخطأ، ولذلك عاد مرتين لمتابعة عملية إصلاح الحاسوب. بعد أيام من نجاح إسحاق في إصلاح الجهاز بأعجوبة، تفاجأ الرجل من أن صاحبه توقف فجأة عن الإلحاح واختفى، بل ولم تنجح محاولاته في الاتصال بمالك الجهاز بعد ذلك(1). حاول إسحاق الربط بين اسم هذا الزبون الذي عرَّف بنفسه عند تسليم الحاسوب بأنه “هانتر بايدن”، وبين الأخبار التي تحدَّثت عن التعاملات التجارية له بوصفه مسؤولا أميركيا مع دولة أوكرانيا، حيث اتَّهمت إدارة الرئيس الأميركي السابق “دونالد ترامب” هانتر منذ عام 2018 بالاستفادة من علاقاته السياسية وأهمها بالقطع والده الرئيس جو بايدن(2).

 

توقَّع إسحاق أن يحوي القرص الصلب الكثير من الأسرار، وسرعان ما وجد توقعاته في محلها، فما إن اطَّلع على محتويات القرص حتى وجد كمَّا هائلا من المعلومات، ومن ثم قرر إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). لقد كشفت رسائل البريد الإلكتروني التي تم التحقق منها، وتعود للفترة بين عامي 2009 و2019، أن ابن الرئيس الأميركي الحالي عمل مستشارا لشركات صينية وأوكرانية متورطة في صفقات مع تكتل الطاقة الصيني “CEFC China Energy”، وأنه حصل نظير ذلك على ما يقرب من 5 ملايين دولار.

اتَّهمت إدارة الرئيس الأميركي السابق “دونالد ترامب” هانتر بايدن منذ عام 2018 بالاستفادة من علاقاته السياسية. (الأناضول)

 

اليوم، ورغم إسدال الستار على هذه القضية عام 2020 عندما تم تجميد التحقيق الفيدرالي ضد هانتر، ورغم موافقة بايدن الابن في يونيو/حزيران الماضي على تسوية مع الحكومة الفيدرالية؛ يبدو أن هناك شخصا يأبى أن يُغلَق هذا الملف داخل الولايات المتحدة(3)، إنه الأكاديمي الإسرائيلي-الأميركي “غول لوفت (Gal Luft)”، الذي ترأس لجنة التمويل التابعة للشركة الصينية نفسها فرع الولايات المتحدة (CEFC-USA) منذ افتتاحها رسميا في واشنطن عام 2014، حين سُجِّلت على أنها جهة غير هادفة للربح، قبل أن تنتهي عمليتها داخل الولايات المتحدة فجأة في نهاية عام 2017(4).

 

فتح “لوفت” النار على الجميع منذ أن أصدرت واشنطن لائحة اتهام ضخمة ضده في نهاية العام الماضي، والتي اتُّهِم فيها بأنه خرق قوانين تسجيل الوكلاء الأجانب في الولايات المتحدة سعيا منه لتعزيز السياسات الصينية من خلال العمل مع “CEFC-USA” ذات العلاقة الوثيقة مع الحكومة الصينية، وقد كان هدفه الرئيس كما يقول الأميركيون تأمين “الوصول إلى الدوائر المؤثرة في واشنطن”، والعمل ضمن جماعة ضغط لإقامة علاقات مع مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى وإدخالهم في مجال نفوذ الشركة(5).

لوفت.. عسكري نشأ في إسرائيل

 

نشأ لوفت، المولود في مدينة حيفا، رجلا عسكريا إسرائيليا، وعمل لمدة 15 عاما داخل أروقة جيش الاحتلال حتى ترقى إلى رتبة قائد كتيبة مدفعية، وقد عُرِف بكفاءته ومهارته العالية، بل وتوقع المقربون منه أن يصبح جنرالا ذا نجمتين لو أنه لم يختر بنفسه ترك الخدمة العسكرية. في أواخر التسعينيات، قرر لوفت السفر إلى الولايات المتحدة من أجل الدراسة في جامعة “جونز هوبكِنز” المرموقة بولاية ماريلاند القريبة من العاصمة واشنطن، وحصل على درجة الدكتوراه في مجال الأمن الدولي تحت إشراف الأستاذ الأميركي “إليوت كوهين”(6). وفي أوائل عام 2000، تحوَّل لوفت نحو الكتابة في مجال الطاقة العالمية والجغرافيا السياسية، وهي مساحة شجعته على إنشاء مركز أبحاث خاص به باسم معهد تحليل الأمن العالمي (IAGS) في ولاية ماريلاند، ويعمل المركز -كما يظهر في نبذته التعريفية- على تعزيز التقدم والدعوة إلى استبدال الوقود الأحفوري التقليدي، بما في ذلك النفط، لصالح بدائل مستدامة وصديقة للبيئة(7).

تمتّع غال لوفت بعلاقات إيجابية مع الصين طيلة عقود، إلى حد بات مشهورا معه بأنه يساعد الصين على أن يكون لها موطئ قدم في إسرائيل. (مواقع التواصل)

 

في هذه المرحلة، انتقد زملاء لوفت محاولاته الوصول إلى القمة بسرعة، واعتبروا خطوة إنشائه مركز أبحاث خاصا به مجازفة كبيرة ربما تؤدى إلى سقوطه، وذلك بسبب صعوبة تمويل الأبحاث وتعيين الباحثين(8)، وبالفعل شكَّلت التبرعات الخاصة بمركز لوفت محطة مهمة في الأزمات التي تعرض لها الرجل، ففي عام 2015 وافق لوفت على أن يتلقى مركز أبحاثه 350 ألف دولار سنويا من مسؤول صيني يرأس منظمة مدعومة من شركة “CEFC” التي تسبَّبت في إحدى التهم الموجهة إليه الآن.

 

بعد فترة وجيزة من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، تفاجأ الأميركيون بمقال نُشر في صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية، وعنوانه “في عهد دونالد ترامب ستتقبَّل الولايات المتحدة صعود الصين”، أما المفاجأة الأكبر فكانت الاسم الذي تذيَّل المقال، إنه “جيمز وولسي”، المسؤول الأميركي الذي اختير مديرا لوكالة المخابرات المركزية في عهد الرئيس “بيل كلينتون” على اعتبار أنه سيكون أكثر صرامة مع الصين آنذاك(9). في التفاصيل، تظهر رسالة بريد إلكتروني من سبتمبر/أيلول 2016 إلى مسؤول تنفيذي صيني يعمل بشركة نفط، يبدي مرسلها احتفاء كبيرا بانضمام وولسي الذي قُدم للصينيين بوصفه مستشارا في مجالات الأمن والدفاع والاستخبارات في فريق ترامب، فيما ناقشت رسائل أخرى الدور المحتمل الذي يمكن أن يلعبه الرجل في الإدارة الجديدة حينها لصالح الصين(10).

جيمز وولسي، اختير مديرا لوكالة المخابرات المركزية في عهد الرئيس “بيل كلينتون”. (الجزيرة)

 

يعود “فضل” تحوُّل وولسي نحو دعم سياسات الصين إلى غال لوفت الذي أرسل رسالة البريد آنفة الذكر إلى المسؤول الصيني، إذ احتضن لوفت المسؤول الأميركي للعمل مستشارا في مركز الأبحاث الخاص به منذ عام 2002، فيما عمل لوفت عام 2011 مستشارا كبيرا لمجلس أمن الطاقة بالولايات المتحدة، الذي شارك وولسي في تأسيسه(11). بالنسبة إلى لوفت، كان نَشْر مقالات في صحف صينية وأبرزها مجلة “تشاينا توداي” -الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الصيني- أمرا روتينيا، فقد تمتّع الرجل بعلاقات إيجابية مع الصين طيلة عقود، إلى حد بات مشهورا معه بأنه يساعد الصين على أن يكون لها موطئ قدم في إسرائيل التي يعيش فيها بصفة دائمة منذ عام 2008. لم تدُم فترة لوفت على القمة كثيرا، فبعد انتخاب بايدن وخروج ترامب من السلطة، وتوتر العلاقات الأميركية-الصينية، انخفضت تبرعات مركز الأبحاث الخاص به من 824,000 دولار عام 2017 إلى 4,000 دولار فقط عام 2021، ما دفع لوفت لتخفيض راتبه السنوي من 200,000 دولار إلى 75,000 دولار، معتمدا فيما بعد على دخل من إعادة بيع أقنعة واقية تركية ومعدات حماية للمستشفيات الإسرائيلية(12).

المعركة القضائية بين لوفت وواشنطن

 

في 17 فبراير/شباط الماضي، وبينما كان لوفت على وشك العودة إلى إسرائيل من مطار “لارنَكا” الدولي بجنوب قبرص، اعتقلته الشرطة القبرصية بموجب نشرة صادرة عن الإنتربول مقدمة من الولايات المتحدة. وتعود مطالبة واشنطن باعتقال لوفت إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عندما أصدرت وزارة العدل الأميركية لائحة اتهام فيدرالية تضم 8 تهم ضد الأكاديمي الإسرائيلي، منها تهريب الأسلحة، والعمل ضمن جماعة ضغط غير مسجلة لصالح الصين، والتآمر لخرق العقوبات الأميركية على إيران، بالإضافة إلى اتهامه بخداع مكتب التحقيقات الفيدرالي وخرق لوائح قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA)(13).

 

@aljazeera_arabic

 

الادعاء الأمريكي يتهم غال لوفت بالعمل لصالح الصين والسعي للتوسط صفقات لإيران #الأخبار #الصين #إيران #الجزيرة #نفط #نيويورك #خبر

 

♬ original sound – الجزيرة – الجزيرة

 

أما التهمة الأخطر فهي جني أموال طائلة نظير عمله سمسار أسلحة، حيث يقول ممثلو الادعاء الأميركيون إن لوفت ساعد صناع سلاح صينيين على بيع قاذفات مضادة للدبابات وقاذفات قنابل يدوية وقذائف هاون لليبيا، وطائرات مُسيّرة عسكرية لكينيا. علاوة على ذلك، يُتَّهَم لوفت بالوساطة في معاملات بيع نفط إيراني، وأنه أَمَر أحد شركائه التجاريين بالإشارة إلى المنتجات على أنها بترول برازيلي(14). وإن ثبتت إدانة لوفت بالجرائم المنصوص عليها في مذكرة اعتقاله، فمن المحتمل أن يُحكَم عليه بالسجن لمدة أقصاها 96 عاما(15).

 

بعد فترة وجيزة من دفع كفالته، وبينما كان في انتظار تسليمه من قبرص إلى الولايات المتحدة، تمكن لوفت من الفرار، وسرعان ما غرَّد على حسابه على تويتر بأن اعتقاله محاولة من إدارة بايدن لإسكاته بسبب تعاونه مع تحقيق في التعاملات التجارية لنجل الرئيس الأميركي الحالي، حيث قال: “لقد اعتُقِلت في قبرص بناء على طلب تسليم بدوافع سياسية من قبل الولايات المتحدة واصفين إياي بأنني تاجر أسلحة، إنه أمر مضحك بل ومأساوي، لم أكن قط تاجر أسلحة، إن وزارة العدل تحاول دفني لحماية جو وجيمز وهانتر بايدن”(16).

 

لم يصمت لوفت، وفي يوليو/تموز الماضي خرج في فيديو نشرته حصريا صحيفة “نيويورك بوست” مؤكدا على أنه التقى بعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في بروكسل عام 2019، وأخبرهم أن “شركة الطاقة الصينية المملوكة للدولة CEFC تدفع 100 ألف دولار شهريا لهانتر بايدن، و65,000 دولار لعمه جيمز بايدن، مقابل اتصالاتهم بمكتب التحقيقات الفيدرالي، واستخدام اسم بايدن للترويج لمبادرة الحزام والطريق الصينية حول العالم”(17). في الفيديو المذكور، قارَنَ لوفت التهم التي يواجهها بسبب عدم تسجيله وكيلا أجنبيا، بما زعم أن هانتر وجيمز بايدن فعلاه نيابة عن شركات أجنبية: “أنا، الذي تطوَّعت لإبلاغ الحكومة الأميركية عن خرق أمني محتمل، وعن المساس بمعلومات حول رجل يتنافس على منصب الرئيس القادم (حينها)، يتم اصطيادي الآن بواسطة الأشخاص نفسهم الذين أبلغتهم، وقد أضطر إلى العيش هاربا بقية حياتي”(18).

لوفت وبايدن وجها لوجه

 

“حتى الآن، انكمش الاقتصاد الروسي بنسبة 4%، وهو بعيد كل البعد عن قول الرئيس بايدن في بداية الحرب بأنه سينخفض إلى النصف”

 

(غول لوفت(19))

 

لم يكن ما قاله لوفت في أغسطس/آب 2022 أول انتقاد يصدر عنه ضد إدارة الرئيس جو بايدن، فلطالما وجَّه مثل تلك الانتقادات في أوقات مختلفة، تارة حين سخر من تنبؤ بايدن بأن العقوبات الأميركية سيكون لها تأثير على اقتصاد موسكو، وتارة حين انتقد جهود واشنطن في فرض سقف عالمي على أسعار النفط لمنع موسكو من استخدام أمواله في تمويل الحرب على أوكرانيا، وكذلك حين اتهم البيت الأبيض بـ”الالتزام بالديمقراطية فقط بقدر ما تسمح به مصالحه”(20)(21).

عُدَّ لوفت في الفترة الأخيرة شاهد ثقة في التحقيق الذي يقوده الجمهوريون داخل مجلس النواب حول استغلال عائلة بايدن لنفوذها. (AFP)

 

نتيجة باعه الطويل في مناطحة الإدارة الديمقراطية، سرعان ما أصبح لوفت نجما في الدوائر الإعلامية للحزب الجمهوري، وعُدَّ في الفترة الأخيرة شاهد ثقة في التحقيق الذي يقوده الجمهوريون داخل مجلس النواب حول استغلال عائلة بايدن لنفوذها، حيث يسلط الجمهوريون الضوء على الحياة الشخصية المضطربة لهانتر بايدن وتعاملاته التجارية المثيرة للجدل في خضم حملتهم لمهاجمة والده(22). لم يكن غريبا إذن أن يصف رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي الجمهوري “جيمز كومر” الأكاديمي الهارب بأنه “شاهد موثوق للغاية على فساد عائلة بايدن”، وكومر هو واحد من قيادات الحزب الجمهوري التي تتمسَّك منذ أشهر بمدح أي شخص يُقدم أي ادعاء ضد بايدن أو عائلته استعدادا للمعركة الرئاسية القادمة(23).

 

وقد وصلت الأمور إلى حد مطالبة الجمهوريين بمنح لوفت حصانة من المحاكمة للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس، إذ قال المُشرِّع الجمهوري “رون جونسون” إن “عمل السيد لوفت نيابة عن شركات الطاقة الصينية أعطاه ثروة من المعلومات حول بايدن، لذا يجب أن يُمنح حصانة من المحاكمة للإدلاء بشهادته”. وبالنسبة إلى الإسرائيليين أيضا، يُعتبر لوفت صوتا مُهِما في الشؤون الخارجية وسياسات الطاقة، فهو يمتلك سجل عمل مع الشركات المرتبطة بالحكومة الصينية يُقدَّر داخل دولة الاحتلال(24).

 

يحفظ الإسرائيليون “الجميل” الذي يقوم به لوفت بوصفه شخصية بارزة تُعمِّق علاقاتهم مع الصين، فهو من يرافق مسؤوليهم، وبالأخص المسؤولين التنفيذيين في شركة “CEFC” في مناسبات عديدة، أبرزها قمة تل أبيب السنوية لخيارات الوقود للتنقل الذكي، كما أنه يدفع بالاستثمارات الصينية في إسرائيل، لا سيّما “مبادرة الحزام والطريق”. ولذا، لم يكن من المستغرب أن تظهر أصوات داخل إسرائيل تبدي تضامنها الواضح مع لوفت، فالباحث الذي تُرجِّح التكهنات هروبه إلى إسرائيل، طلبت واشنطن من حكومة الاحتلال إجراء تحقيق كامل في التهم الموجهة إليه. وكما تقول “كارولين جليك”، كبيرة المحررين في موقع “جويش نيوز سِنديكَيت (Jewish News Syndicate)”: “لدى الحكومة الإسرائيلية أيضا مسؤولية تجاهه بصفته مواطنا إسرائيليا وضابطا كبيرا في الجيش لضمان أن مذكرة اعتقاله ليست ذات دوافع سياسية”(25).

 

في نهاية المطاف، يبدو أن ملحمة الأكاديمي المتهم بخرق العقوبات الأميركية ومساعدة الحكومة الصينية لم تنتهِ بعد. وفي ظل توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وتعقّد العلاقات بين بكين وواشنطن من جهة أخرى، يُرجَّح أن تبقى المعضلة كبيرة في الداخل الأميركي. وفي غضون ذلك، يأمل لوفت الهارب في حشد المزيد من دعم الحزب الجمهوري وإسرائيل معا حتى يحصل على العفو، ولعل فوز مرشح جمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024 يُغيِّر مجرى القضية، ويجعل لوفت يتنفس الصعداء.

 

___________________________________

 

المصادر

 

(1) Here’s how The Post analyzed Hunter Biden’s laptop.

(2) Israeli professor arrested on arms trafficking charges claims Biden vendetta.

(3) Indictment of GOP’s ‘missing’ informant becomes conspiracy fodder.

(4) Who Is Gal Luft? The Retired Israeli Lt. Col. Who Can Bring Down The Biden Administration.

(5) المصدر نفسه.

(6) Revealed: The Israeli-American Academic Gal Luft’s Efforts to Help China Establish a Foothold in Israel.

(7) IAGS Institute For the Analysis of Global Security.

(8)  Revealed: The Israeli-American Academic Gal Luft’s Efforts to Help China Establish a Foothold in Israel

(9) Under Donald Trump, the US will accept China’s rise – as long as it doesn’t challenge the status quo.

(10) Gal Luft’s Links to Member of Donald Trump Team Revealed in Indictment.

(11) ‘Missing’ Biden corruption case witness Dr. Gal Luft details allegations against president’s family in extraordinary video.

(12) المصدر نفسه.

(13) SEALED INDICTMENT.

(14) The G.O.P. Backed Him on Hunter Biden Claims. Now He Has Been Indicted.

(15) U.S. Attorney Announces Charges Against Co-Director Of Think Tank For Acting As An Unregistered Foreign Agent.

(16) Revealed: The Israeli-American Academic Gal Luft’s Efforts to Help China Establish a Foothold in Israel

(17) ‘Missing’ Biden corruption case witness Dr. Gal Luft details allegations against president’s family in extraordinary video.

(18) Indictment of GOP’s ‘missing’ informant becomes conspiracy fodder

(19) He claimed to have dirt on the Bidens. Now the DoJ say he’s a Chinese spy. Who is Gal Luft?

(20) Revealed: The Israeli-American Academic Gal Luft’s Efforts to Help China Establish a Foothold in Israel

(21)Israeli professor arrested on suspicion of arms trafficking to China, Libya

(22) Media silence on key would-be witness Gal Luft’s Biden revelations speaks volumes.

(23) The G.O.P. Backed Him on Hunter Biden Claims. Now He Has Been Indicted.

(24) المصدر نفسه.

(25) Gal Luft’s distressing predicament.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 4 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube