https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

ستكون العلاقات الصينية الامريكية واحدة من اكثر المسائل الدولية تأثرا بعودة ترامب الى البيت الابيض . وسبب ذلك يكمن في الخشية من استئناف  الحرب التجارية القاسية التي اشعلها ترامب ضد بكين اثناء فترة رئاسته الاولى . والشيء المثير ، ان اسباب اندلاع تلك الحرب مرة اخرى  – وهو الفائض التجاري لصالح الصين  –لا تزال موجودة حتى اليوم . لا بل ان المعلومات المتوفرة تشير الى ان هذا الفائض ينمو ، وقد يصل الى 300 مليار دولار في العام 2024.وقد هدد ترامب اثناء حملته الانتخابية بفرض رسوما جمركية اضافية بنسبة 60% على الواردات الصينية ، وباتخاذ عقوبات اضافية ضد الصين ، . ومفيد التذكير ، ان التوتر الذي حدث اثناء فترة رئاسة ترامب الاولى مع الصين ، قد الحق اضرارا جسيمة بالعلاقات بين الجانبين .

ومما يزيد الطين بلة ، هو  امكانية عودة  الشخصيات الامريكية التي نظٌرت لتلك الحرب وادارتها  ، الى سدة القرار في ادارة ترامب . وهو امر يزيد – بالتأكيد – من خطورة استئناف الصدامات  التجارية مرة اخرى بين واشنطن وبكين . .

اضافة الى ذلك ، فان  عودة ترامب ،قد تحمل تأثيرات سلبية  غير مباشرة على العلاقات النامية بين دول الخليج العربي  والصين .وسأشرح ذلك . لقد  تسببت الكراهية المتبادلة بين ولي العهد السعودي والرئيس بايدن بحدوث  شروخ عميقة في العلاقات الامريكية السعودية . وقد  دفع  ذلك التوتر الرياض ، ومن بعدها ابو ظبي ، الى التقارب أكثر نحو الصين نكاية بواشنطن . والدليل على ذلك ، انه خلال السنوات الاربع الماضية ، شهدت العلاقات الخليجية الصينية نموا اقتصاديا   وسياسيا غير مسبوق . فقد وصل التبادل التجاري بين السعودية والامارات  عام 2023 الى حائط الثلاثمائة مليار دولار ، وتضاعف الاستثمار الخليجي في السعودية الصين، وامتد التعاون الى مجالات حساسة امنية وتقنية  وعسكرية  .  وفي الجانب السياسي ، تبادل الجانبان مئات الوفود ، واختارت بكين ان تكزن الرياض مكانا لانعقاد اول قمة عربية صينية عام 2022. كما افضى  التقارب الخليجي- الصيني الى توفير الظروف المناسبة للتوقيع – برعاية صينية – على اتفاق  تطبيع العلاقات بين طهران والرياض  عام 2023.  وهي حطوة اعتبرت اكبر نجاح سياسي حققته الصين في الشرق الاوسط .

بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ، ستكون الصورة مختلفة : فترامب واسرته – بعكس بايدن –  يملكون علاقات ودية وحميمة مع ولي العهد السعودي ومع رئيس دولة الامارات . وكلنا يذكر الحجم الهائل من الصفقات المالية والسياسية الت تمت بين ترامب واسرته مع السعودية والامارات .

بكلمات اوضح ،ستزول  أسباب الجفاء بين واشنطن ومعظم دول الخليج  .وهذا التطور  سيبعث الدفء  من جديد في  تعاون دول الخليج مع امريكا  .

قناعتي ، ان عودة العلاقات السعودية الامريكية الى وضعها الطبيعي   يمكن ان يحمل في طياته تأثيرا  على وتائر النمو المتصاعد للتعاون الخليجي –الصيني.

لذلك ، من حق بكين ان تقلق من عودة ترامب الى البيت الابيض ، لان تجارب الصينين مع ترامب الاول كانت مرة فعلا ، ونأمل ان لا تكون كذلك مع ترامب الثاني .

8/11/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 1 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube