https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

المؤلف: هنري كيسنجر

صدر لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر قبل اشهر كتاب بعنوان «عن الصين»، ركز فيه على موقع الصين في النظام العالمي. كيسنجر الذي كان شاهداً على واحدة من أهم المراحل العالمية، من خلال موقعه في الإدارة الأميركية (منتصف السبعينيات)، لديه الكثير ليقوله عن الصين والتحوّل في النظام العالمي الحالي على ضوء الازمة في اوروبا واجتماع قمة العشرين في كان، وذلك انطلاقاً من معايشته لمراحل «التحولات الكبرى»، خصوصا الاقتصادية منها، كتلك التي أعقبت خروجه من الإدارة الأميركية في الثمانينيات. وقد نشر ناثان غاردلز في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الاميركية الحوار التالي المقتضب عن مضمون الكتاب.
1- هل ترى وجود مصالح حقيقية مشتركة بين الصين والدول الغربية؟ وأين يقع التقاء المصالح بالضبط؟
* هناك الكثير من الاتجاهات المختلفة في الصين، وفي الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية، في بعضها تتلاقى المصالح بين الطرفين، وتتعارض في البعض الآخر. هناك مناطق تتطلب تعاوناً قوياً بين الطرفين كالطاقة، البيئة والتخصيب النووي. كما أنه من الضروري خلق تعاون بينهما أيضا في ما يتعلق بالنظام الاقتصادي العالمي، والسعي لحل التناقضات العالمية من دون اللجوء للحروب.
2- تعد الصين الدائن الأكبر في العالم، تماما كما كانت المملكة المتحدة وأميركا في الماضي. ألا تدفعها المصالح الخاصة بهذا الموقع الى المساهمة في تشكيل النظام العالمي للعقود المقبلة؟
* في الماضي، كان الغرب يرى أن مشاركة الصين ضرورية، لكن عبر النظام الذي يؤسسه هو في اعقاب الحرب العالمية الثانية. الآن الصين ترى أن نظاماً عالمياً جديداً في طور الصعود. هذا هو الواقع. يريدون ان يلعبوا دوراً تأسيسياً في بناء هذا النظام العالمي الجديد بكل أركانه، وليس فقط في إدارة النظام المالي للعالم.
3- عجزت الاقتصاديات المتقدمة والمرتبطة بالولايات المتحدة، عن إدارة الوضع الاقتصادي العالمي، ويبدو أن الاقتصاديات الناشئة التي تدور في فلك الصين عاجزة كذلك عن إدارة الأمور، فهل تستطيع قمة العشرين المنعقدة في كان، أن تؤسس لآلية تحول في النظام العالمي تستوعب الاقتصاديات المتقدمة والناشئة، وتزوّد الاقتصاد العالمي بمتطلباته؟
* بالطبع قمة كان تحاول إعادة ضبط آلية استيعاب للنظامين الاقتصاديين، وهذا يحتاج لمجهود ضخم، ونتائجه ليست مضمونة النجاح. لكن إذا تعلق الأمر بخلق استقرار عالمي، فهناك ضرورة لبذل مجهود من هذا النوع.
4- هل يشمل التاريخ على أي مثال لتشكيل قيادات مشتركة من هذا النوع؟ أم أن قدر العالم أن يعود للتحالفات الإقليمية والتنافسية، كما كانت عليه الامور عام 1910، يوم لم يكن هناك من قوة مهيمنة بل انهارت التحالفات كلها في الحمائية والحرب؟
* في الواقع لم يكن هناك نظام عالمي حقيقي في الماضي، بعد حروب نابليون، حاول الأوروبيون تكوين نظام من أجل أوروبا. لكن لم يكن هناك نظام عالمي واحد، يدمج السياسة والاقتصاد في تنظيم واحد. ببساطة، لم يكن هناك حاجة لمثل هذا النظام. البديل هو ما اقترحته أنت، في تكوين كتل إقليمية وتحالفات تنافسية. وهذه هي الخطورة الأساسية، في أن يقل عدد اللاعبين، ومن ثم يفقد النظام مرونته ويصبح أكثر عرضة للتناقضات والخلافات. وهو ما يجعل عمل مجموعة العشرين ضرورياً جداً، بقدر ما هو صعب ومعقد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − ستة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube