https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

تحتفل الدول العربية والصين هذا العام بالذكرى العشرين لاقامة منتدى التعاون العربي الصيني عام 2004.وعقدت بهذه المناسبة في بكين بتاريخ 30 ايار، الدورة الوزارية العاشرة للمنتدى، حضرها عدد من قادة الدول العربية بالاضافة الى الرئيس الصيني .واقر المجتمعون بيان بكين ووثائق تتعلق بتطوير المنتدى خلال السنتين القادمتين.
لقد اكدت الاحداث ، ان منتدى التعاون العربي الصيني قد حقق نجاحات باهرة الى حد ،انه بات الاطار الاساسي لتطوير العلاقات العربية الصينية في المجالات كافة ،والرافعة المركزية لدفع التعاون بين الجانبين الى الامام. ويكفي بهذا الخصوص الاشارة الى ان حجم التبادل التجاري بين الجانبين قد نما نحو عشرة اضعاف خلال العقدين الماضيين ليصل الى اربعمائة مليار دولار . كما تطورت في الوقت نفسه العلاقات السياسية بين الجانبين بشكل غير مسبوق . وقد تجسد ذلك في مضاعفة الزيارات المتبادلة بين قادة الدول العربية والصين ، وتعميق التنسيق السياسي على المستوى الدولي بين المواقف الصينية والعربية .وقد شهدت تلك العلاقات اهم حدث لها خلال الخمسين سنة الماضية ، تجلى في انعقاد اول قمة عربية صينية في الرياض في ديسمبر عام 2022 تحت شعارات ” التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة “.وقد اعتمدت القمة ثلاث وثائق مهمة لدفع التعاون بين الجانبين ، هي :اعلان الرياض،وخطة التعاون الشامل ، ورؤية مشتركة لتعميق الشراكة الستراتيجية بين الصين والدول العربية.
. وفي ظل المنتدى ، تتوسع باستمرار مجالات الدعم السياسي المتبادل بين الصين والدول العربية . فقد اعلنت بكين دعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، بما في ذلك حقه في اقامة دولته المستقله ، وساندت مبادرة السلام العربية القائمة على مبدأ الارض مقابل السلام ،واعلنت احترامها لسيادة واستقلال الدول العربية ، ودانت كل محاولات التدخل في شؤونها الداخلية . وبالمقابل ، تؤيد الدول العربية سياسة الصين الواحدة ، وتعتبر تايوان جزءا من الصين ، وترفض محاولات التدخل في شؤون الصين الداخلية تحت يافطة ” الدفاع عن حقوق الانسان ” .
كما تعززت التبادلات الثقافية والعلمية على نطاق واسع بين الجانبين . فهناك آلاف الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعات الصينية ، وهناك ايضا مئات الطلبة الصينيين يتلقون تعليمهم في الدول العربية . وقد ادخلت الصين دراسة اللغة والثقافة العربية الى كثير من الجامعات الصينية.، كما افتتح مركز كونفوشيوس الصيني لتعليم اللغة الصينية 21 فرعا له في الدول العربية ، اضافة الى ان تم ادخال مادة اللغة الصيينة في مناهج عشرات المدارس والجامعات العربية .
لقد حقق المنتدى هذه النجاحات الكبيرة بفضل وجود ارادة سياسية مشتركة لدى الجانبين لدفع التعاون المشترك الى الامام ، وتحقيق مسيرة التنمية المستدامة التي تخدم مصالح الطرفين . وقد شهدت العلاقات العربية الصينية دفعة قوية بعد اطلاق مبادرة طريق الحرير والحزام عام 2013. فقد وقعت الدول العربية كلها على اتفاقية الانضمام لمبادرة الحزام والطريق .

ولا بد كذلك من كلمة تقدير للجهود الكبيرة والمثمرة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جينغ بين ، والتي اسهمت في اثراء التعاون العربي الصيني . فالرئيس شي اغنى هذه العلاقات بكثير من المبادرات والترتيبات الخلاقة ، مثل اقتراحه عام 2014 البناء المشترك للحزام والطريق ، ومقولة اشادة مجتمع المصالح المشتركة والمستقبل المشترك بين الصين والدول العربية والتي اقترحها عام 2016. وفي عام 2018 طرح الرئيس الصيني مبادرة اقامة الشراكة الستراتيجية بين جمهورية الصين والدول العربية ،واتبعها عام 2022بمقولة بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصينيين والعرب. وقد منحت هذه المبادرات الصداقة الصينية العربية زخما دائما ،وامدتها بقوة دافعة مستمرة .
وخلال العقدين الماضيين من عمر منتدى التعاون العربي الصيني ، تعمقت العلاقات العربية الصينية واصبحت اكثر شمولا ورسوخا وشموخا ، وقدمت هذه العلاقات للعالم كله انموذجا جديدا للعلاقات الدولية ، انموجا قائما على ارساء السلام المستند الى العدل والتنمية والمساواة والمنفعة المتبادلة ،وعدم التدخل في الشؤون الداحلية ، والالتزام بالقانون الدولي .
وما احوج عالمنا اليوم لمثل هذا النمط من العلاقات الدولية النزيهة والمتكافئة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر + 6 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube