https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

الكاتب: الدكتور لي جانج


يورد الكتاب طريقة تفكير الصينيين وفلسفتهم في الحياة في اقسامه الثلاثة التي تتحدث عن السلوك الاجتماعي والعائلة والمباديء الاخلاقية.

ويتحدث الكتاب في هذه المجالات عن 21 سمة تميز بها الشعب الصيني فاختلف فيها مع الاخرين حينا والتقى معهم حينا اخر ربما بسبب التطور الحديث في بعض الحالات.

ومن الموضوعات البارزة في تلك السمات الميانزي والمهجونج والشخص المطبوخ والاخر غير المطبوخ. الا اننا في حالات كثيرة نتوصل -وذلك باعتراف المؤلف الصيني نفسه- الى اختلافات في انماط التفكير والحياة بين الشرق والغرب والى اكتشاف ان اوضاع الانسان على تباينها يصح فيها التعبير :تجارب الانسان تتشابه والناس تسير كما يبدو نحو نوع من العولمة الثقافية والاجتماعية.

اما اسم الكتاب فهو “طريقتنا في التفكير.. فلسفة الحياة الصينية”. وقد كتبه رجل فكر اكاديمي هو الدكتور لي جانج. اما ترجمته من الانجليزية فقد جرت بقلم رفيف غدار. وقد ورد الكتاب في 87 صفة متوسطة القطع وصدر عن “سينولينجوا” وعن “الدار العربية للعلوم ناشرون”.

لي جانج دكتور في الفلسفة وأستاذ في جامعة بكين للبريد والاتصالات وتتركز ابحاثه على الدراسة المقارنة بين الثقافتين الشرقية والغربية والفلسفة الاجتماعية. وخلال دراسته في جامعة كيمبردج البريطانية كان رئيس منتدى كيمبردج للصين. وله مؤلفات عديدة.

في “تمهيد” تحدث لي جانج فقال انه “كعالم شغوف ومهتم كثيرا بشأن الدراسة المقارنة للثقافتين الشرقية والغربية” قرأ كثيرا في هذا المجال ونشر كثيرا من الكتابات لكن معظمها كان اعمالا اكاديمية.

اضاف ان فرصة سنحت له للدراسة في بريطانيا “وقد كانت البيئة الثقافية هناك هي التي اتاحت لي الفهم المباشر للثقافة الغربية الذي كان في السابق مقدرا استقرائيا من مصادر اعلامية متنوعة” كما كان مجبرا على اعادة النظر في الاشياء التي كان قد قرأها وفكر في شأنها في الماضي.

وقال “في غضون ذلك ذهلت عدة مرات بالاختلافات بين الثقافتين خلال اقامتي هناك.. ما زودني بانطباع يصعب محوه للقول الصيني القديم “ليس كافيا ابدا ان تمعن التفكير بالنظرية. لن يدرك المرء صعوبة المهمة الى ان يقوم بها بنفسه”.”

وفي مجال حديثه عن “استقراء خصائص السلوك للصينيين” قال “ليس هناك شعب صيني موحد السلوك في الحياة الواقعية تقليدية كانت ام حديثة. على العكس من ذلك الصينيون متنوعون” اذا لم نقل انهم متناقضون.

وتابع قوله ان الصينيين “في المجتمع التقليدي يتميزون بثباتهم على المبدأ او بتعبير اخر لقد اتخذوا بالفعل شكلا معينا. ولكن ما نحن بحاجة الى توضيحه… يتعلق اكثر بصين اليوم وشعبها. خضع المجتمع الصيني لفترة من التحول الهائل خلال العقود الاخيرة فقد ادت سياسة الاصلاح والانفتاح والشروع في وضع حد للقديم وترسيخ الجديد الى احداث تغييرات ملحوظة في المجتمع ككل.
“ان المجتمع والناس الذين هم وسط هذه التغييرات يمكن ان يحتفظوا بالعادات الثقافية للمجتمع التقليدي الذي دام لعدة الاف من السنين وأن يتبنوا في الوقت نفسه افكارا ومقومات جديدة سببها الاندماج المتزايد مع بقية العالم. وحين اعدت النظر بترو قررت في النهاية ان اقدم الى القراء “حالات متناقضة” لانني لا استطيع بغير هذه الطريقة ان اصف الشعب الصيني بشكل صادق…”

وفي باب السلوك الاجتماعي وتحت عنوان “الميانزي ترجح كل شيء” قال الكاتب ان الميانزي هي “كلمة هامة ومثيرة للاهتمام في اللغة الصينية الرئيسية وقد تطورت من معناها الحرفي الى مرادف لكلمة “الكرامة” وحتى ما وراء ذلك… يقول لو اكسان وهو كاتب صيني عصري… ان الميانزي هي الاخلاقية الاساسية للصينيين. تشبه الميانزي الضفيرة التي كان يعقدها الجميع في الجزء الخلفي من رؤوسهم خلال عهد مانشو. ما ان يمسك بضفيرته لا يستطيع المرء ان يتحرك خطوة واحدة ويصبح تحت سيطرة الشخص الاخر… ان الوعي للاعتبار (او الكرامة) هو ظاهرة نموذجية في الثقافة الصينية… فان الصينيين يراعون تماما مشاعر الاخرين واراءهم.”

وتحدث بعدها عن “الصداقة الاخوية” فقال “ان هناك علاقة فريدة في المجتمع الصيني.. الصداقة الاخوية. انها علاقة متينة وامتداد لمفهوم الاخوة الكونفوشيوسي في السلوك الاجتماعي. تختلف الصداقة عن قرابة الدم… هناك قول صيني “يعتمد المرء في البيت على والديه وفي الخارج على اصدقائه”. يعتقد الصينيون ان الاخوة هم تماما مثل الايدي والاقدام ولهذا هم لا يدعون اصدقاءهم “اخوة” فحسب بل يعاملونهم ايضا مثل اخوتهم.”

وينتقل الى “فن السلوك الصيني في لعب المهجونج” فيقول “في الصين لا يمكن للمرء ان ينجح بالذكاء وحده وما يحدد نجاح المرء ليس حاصل ذكائه العقلي (اي.كيو) وانما حاصل ذكائه العاطفي (ئي.كيو). يجسد لعب المهجونج فن السلوك الصيني على احسن وجه ويبدو ان اللعبة قد ابتدعت بصورة مثالية للصينيين… هي لعبة تعتمد على الحظ وليس على التنافس الفكري. وبالمنطق الصيني أليست اكثر الالعاب تعقيدا هي اللعبة التي يمكمن ان تجعل اكثر الناس ذكاء من حيرة في امرهم…..”

وفي الحديث عن الدلالات المختلفة لكلمة “اسف” قال ان الاجانب قد يجدون ان الصينيين لا يقولون كلمة “اسف” في حياتهم اليومية ولهذا يساء فهم الصينيين… ويظن انهم يخافون من الاعتراف بأخطائهم وغير مستعدين للاعتذار. ان مفهوم “الشن شي” الصيني ينصح الناس بألا يتسرعوا في قول اي شيء في اي وقت وألا يقوموا بأفعال ستجعلهم يندمون لاحقا. بهذه الطريقة فقط يمكن تجنب قول كلمة “اسف” اما اذا قام شخص بأمر وندم عليه فان الاعتذار في هذه الحالة يجب ان يكون نابعا من القلب ولا يجب قول كلمة “اسف” بلامبالاة.”

الا انه اضاف انه مع “اندماج الصين المتزايد مع العالم تصبح كلمة اسف مقبولة على نطاق واسع من قبل الشعب الصيني.” ويتحدث عن ” التناغم”وهو شأن مهم في الثقافة الصينية ويرمز الى حياة اجتماعية مستقرة ومتكاملة.

وتحت عنوان “ثقافة الاكل” يتحدث لي جانج عن قول لحكماء الصين القدماء عن ان “الطعام هو اكثر ما يهم الناس”. ويتحدث عن امور منها مع من تأكل وكيف تأكل وأين وماذا تأكل. “لقد كان الاكل لفترة طويلة قوة ثقافية في الصين.

” نقاط عديدة اخرى كتب عنها وأرانا استمرار بعضها او كيف تعايش مع الحاضر وأشار الى سعي الانسان شرقا وغربا الى صون حياته بطرق تبدو متناقضة ومختلفة لكنها قد تتشابه رغم ما يبدو من تباين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × واحد =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube