https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

لم يحالف الحظ السياسي الهندي راهول غندى – كما جرى مع  اجداده من سلالة غاندي  ،الذين حكموا الهند منذ الاستقلال وعلى امتداد عقود ،ولم يتمكن راهول من الفوز في منصب رئاسة الوزراء هناك . اخفق راهول مرتين في الانتخابات ، وعجز عن استخدام تراث اجداده وابائه صانعي الاستقلال،ولذلك قرر الاستقالة من رئاسة حزب المؤتمر الهندي المعارض ووجد في نفسه الشجاعة ليعلن انه يتحمل مسؤولية هزيمة حزبه للمرة الثانية توالياً في الانتخابات النيابية أمام حزب “بهاراتيا جاناتا” بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.. وكتب غاندي على “تويتر” أن “المحاسبة ضرورية للتطوّر المستقبلي لحزبنا. ولهذا السبب استقيل من رئاسة (حزب) المؤتمر”. ولفت الى أن “إعادة بناء الحزب تستلزم قرارات صعبة، ويجب محاسبة كثيرين على الفشل في (انتخابات) 2019”. واتهم “بهاراتيا جاناتا” بمحاولة “تدمير نسيج” الشعب الهندي، متعهداً “حماية” الهند “حتى النهاية”. ولد راهول غاندي يوم 19 يونيو/حزيران 1970 في العاصمة الهندية نيودلهي، وهو نجل رئيس الوزراء السابق راجيف غاندي حفيد أنديرا غاندي ابنة جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند المستقلة. زاول دراسته الجامعية في جامعة هارفرد الأميركية تحت اسم مستعار، وبعد اغتيال والده عام 1991 على يد ثوار التاميل، التحق راهول بكلية رولينز في ولاية فلوريدا الأميركية لأسباب أمنية. ثم حصل على ليسانس الآداب عام 1994 وماجستير في الفلسفة في جامعة كامبريدج البريطانية عام 1995. التحق بالقطاع الخاص بعد تخرجه من الجامعة، وعمل في شركة استشارات إدارية في العاصمة البريطانية لندن، ثم عمل عام 2002 في مومباي. خاض راهول الحياة السياسية عام 2004، وفاز في نفس العام بمقعد برلماني عن منطقة أميثي في ولاية أوتار براديش، وهو المقعد الذي شغله من قبل والده ثم والدته. أشرف راهول عام 2012 على حملة الحزب في الانتخابات المحلية في ولاية أوتار براديش، ذات الكثافة السكانية العالية، وحصل الحزب حينها على 28 مقعدا، أي أكثر بستة مقاعد مما كان عليه في الانتخابات السابقة، لكنه فشل في التنافس مع الأحزاب الرئيسية في الدولة. وتدرج في المناصب داخل حزب المؤتمر، حيث أصبح في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 رئيسا للجنة التنسيق ، وفي 19 يناير/كانون الثاني 2013، صار نائب رئيس الحزب الذي مني بهزيمة ثقيلة في الانتخابات العامة التي أجريت عام 2014. وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2017 أعلن عن انتخاب راهول رئيسا لحزب المؤتمر المعارض خلفا لوالدته سونيا التي كانت تشغل هذا المنصب منذ عام 1998، وانتخب رئيسا للحزب بالإجماع الكامل. ويدخل هذا التعيين في إطار استعداد الحزب -الذي تأسس عام 1885 وهيمن على الحياة السياسية في الهند بعد استقلالها عام 1947- لخوض معركة الانتخابات المقبلة في مواجهة القوميين الهندوس -بزعامة رئيس الوزراء نارندرا مودي- الذين يحققون تقدما في الانتخابات منذ 2014. وعجز الحزب في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو/أيار 2014 عن تخطي حاجز الستين مقعدا، حيث حصل على 58، وهي أسوأ نتيجة في تاريخ الحزب. راهول (49 سنة) الذي كان يأمل بأن يكون رابع شخص من سلالة نهرو-غاندي يشغل منصب رئيس الوزراء، يرأس حزب المؤتمر منذ كانون الأول (ديسمبر) 2017. وهيمن الحزب على الحياة السياسية في الهند، منذ استقلالها عام 1948، لكنه شهد انهياراً كبيراً في شعبيته في السنين العشر الماضية. وكان غاندي أعلن فور هزيمة حزبه في الانتخابات التي نُظمت بين نيسان (أبريل) وأيار (مايو) الماضيين، انه لن يستمر في منصبه رئيساً للحزب، لكن أبرز قادة الحزب أعربوا عن أملهم بتغيير موقفه. وحاز حزب المؤتمر 52 من 543 مقعداً في البرلمان، في مقابل 303 مقاعد لحزب “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي القومي. كما مني حزب المؤتمر بزعامة راهول كذلك بهزيمة كبيرة ثانية اثناء الانتخابات التي جرت مؤخرا في الهند .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + 18 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube