https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

إحتل كشف الولايات المتحدة عن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن بدعم من الحرس الثوري الإيراني واجهة وسائل الإعلام السعودية يوم 13 اكتوبر الحالي،كما حملت التقارير الإعلامية كلمات تهديد ومعاقبة قوية ضد إيران، ما يزيد الحدث تعقيدا وتصعيدا.
أدان بيان صدر عن الحكومة السعودية يوم 12 اكتوبر الحالي محاولة الاغتيال التي وصفها بأنها “لا تتفق مع القيم والأخلاق الإنسانية السوية، ولا مع الأعراف والتقاليد الدولية”. وفي نفس اليوم، تلقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما على خلفية مؤامرة اغتيال سفير المملكة في واشنطن. وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي أيضا عن استنكارها الشديد محاولة اغتيال سفير السعودية لدى واشنطن، وأن هذا يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وغير معقول. وشدد الأمين العام للمجلس عبد اللطيف بن راشد الزياني، على أن العمل يمثل انتهاكاً صارخا لدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

وذكرت وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط أن إيران تسعى لصرف انتباه الناس عما يحدث في سوريا، ومساعدة سوريا للخروج من المأزق. لان إيران قلقة من احتمال قيام الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عمل عسكري ضد سوريا، وتصبح إيران الدومينو القادم. واعتبر المحلل السياسي السعودي عبد الله الشمري أن مؤامرة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة كانت ستكون عبارة عن “11 سبتمبر” صغير لو كان قد كتب لها النجاح، وسوف يكون لها تأثير هائل في الشرق الأوسط.

الحقيقة الغامضة
رفضت إيران الاتهامات الأمريكية حول ضلوعها في مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني يوم 13 اكتوبر الحالي أن مزاعم واشنطن ” أكاذيب سخيفة”، ويعتقد أن لجوء الولايات المتحدة الى هذا التصرف يهدف إلى إثارة النزاع في المنطقة لإخفاء إخفاقاتها، بعد ما بدأت تفقد حلفائها في الشرق الأوسط واحدا تلوى الأخرى. وفي اليوم السابق، قال وكيل القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية العميد حسين سلامي :” أن الولايات المتحدة بدأت في خلق أسباب لصراع بين الدول الإسلامية ، بعد فشلها في سياستها الخارجية وإيجاد سبل تحويل انتباه الرأي العام الدولي.”

وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري يوم 13 اكتوبر الحالي أن إيران سوف تظهر انجازات دفاعية قريبا، ويضيف أن إيران حاليا في وقت حساس وموهم، ويجب على القوات المسلحة الإيرانية أن تبقى في حالة تأهب مستمر لأداء مهامها ومسؤولياتها.

وفي نفس الوقت شككت بعض وسائل الإعلام في الشرق الأوسط والولايات المتحدة في صحة الحدث. ونشرت صحيفة الميدان المصرية يوم 13 أكتوبر الحالي مقالا تعتقد فيه انه ما يسمى بمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، هي ذريعة لفرض عقوبات على إيران. وإذا كانت هناك أدلة كافية، فإن الولايات المتحدة سوف تكسب تأييدا دوليا، ولا تواجه انتقادات كبيرة حتى ولو كانت الحرب مع إيران .

يعتقد بعض المحللين الأمريكيين أن الحكومة الإيرانية من غير المرجح أن تشارك في هذا الحدث. أولا، إن الحدث لا يشبه نمط الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. ثانيا، مشاركة إيران في هذا الحدث يضرها أكثر مما ينفعها، وسوف يؤدي إلى فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية أو حتى القيام بعمل عسكري لا يفي إستراتيجية الأمن القومي الإيراني. ثالثا، هناك أهداف أسهل لإيران. يمكن لإيران استهداف الجيوش العسكرية في العراق وأفغانستان أو السعوديين في البحرين. رابعا، يعتبر الوضع الراهن في المنطقة مواتيا لإيران، وإطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين في العراق، ومعاداة نظام طالبان في افغانستان عزز من النفوذ الإيرانية السياسية والاقتصادية في المنطقة، وإيران بدون الحاجة إلى اتخاذ إجراءات من هذا القبيل. خامسا،على الرغم من أن خطاب الزعيم الايراني ” مجنون”، ولكن يشمل “عقلانية” و” الحذر” فيما يخص حماية المصالح الوطنية، فمن الواضح أن إيران لا تستطيع أن تذهب إلى حرب مع الولايات المتحدة، ومن الواضح أن فرض مزيد من العقوبات والعزلة سوف يضر قدرتها على الحكم. لذلك يعتقد بعض المحللين أن هذا الحدث يمكن أن يكون من صنع المعارضين لنظام الخامنئي في إيران حتى يستطيعون قلب النظام.

نكسار العلاقات العربيةـ الإيرانية المعقدة

يعتقد بعض المحللين أن الحدث هو انعكاس للعلاقات المعقدة بين الدول العربية وإيران. وعلى مر السنين، كانت التقارير الإيرانية محل اهتمام وسائل الإعلام العربي. فمن ناحية التركيبة العرقية، فإن القومية الفارسية تنفصل تماما عن القومية العربية، ودولة ذات قوة عسكرية، مما جعل جيرانها الدول العربية منتبهون وفي استعداد كامل. وصرح الخبير العسكري اللواء متقاعد صبري العشري في مقابلة تلفزيونية مع احد القنوات التلفزيونية في دبي بأن طموحات إيران الإقليمية واضحة للغاية.

بعد الكشف عن محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، نشرت صحيفة ” الجزيرة اليومية السعودية ” يوم 13 اكتوبر الحالي مقالا افتتاحيا بعنوان” إرهاب النظام الإيراني”، يقول صاحبه:” لم يستغرب أحدٌ تدبير النظام الإيراني للمؤامرة الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إنَّ الجميع متيقِّنٌ من طبيعة النظام الإرهابية، وأنَّ فلسفته قائمة على الإرهاب. وكان عدد كبير من السفراء السعوديين قد تعرضوا لمحاولة اغتيال”.

يعتقد محللون من وسائل الإعلام في الشرق الأوسط أن هذا الحدث يوفر فرصة لاتخاذ الولايات المتحدة إجراءات أكثر صرامة ضد إيران، وجعل تطور الأمور تتجه نحو رائحة البارود. والعلاقة المعقدة في منطقة الشرق الأوسط تصبح أكثر تعقيدا.

صحيفة الشعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 3 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube