المؤلف: علي حسين باكير قدّم للكتاب: أ.د. محمد المجذوب، نائب رئيس المجلس الدستوري اللبناني سابقا، رئيس الجامعة اللبنانية سابقا، رئيس قسم القانون الدولي العام والعلوم السياسية في جامعة بيروت العربية. تحتل الصين المرتبة الثانية بين كبرى الدول المستهلكة للنفط في العالم، والثالثة بين المستوردين، حيث شكّلت نحو ثلث النمو في الطلب العالمي على النفط خلال العقد الماضي. وقد غدت شركات النفط الوطنية الصينية الثلاث من القوى الجديدة المهمة في صناعة النفط العالمية. وتعد الصين اليوم رقماً صعباً في عناصر الطلب المتزايد على النفط وقواعد التنافس على الصناعة النفطية العالمية والعلاقات مع الدول المنتجة، الأمر الذي دفعها إلى تبني الديبلوماسية الفاعلة في هذا المجال لتوثيق العلاقات مع الدول المصدّرة لهذه السلعة الإستراتيجية، أو ما يمكن أن نسمّيه “ديبلوماسية النفط الصينية” والتي تقوم على توثيق العلاقات الاقتصادية مع هذه البلدان كمدخل للاستفادة من ثرواتها النفطية وتقوية العلاقات السياسية معها في مرحلة لاحقة لضمان استمرار تدفق النفط وحماية خطوط الإنتاج والتوزيع من هذه الدول إليها. وبما أنّ النفط من السلع الإستراتيجية والموارد الطبيعية التي تنضب بغض النظر عن الوقت والزمن الذي يستغرقه ذلك، وعلى الرغم من اختلاف التقديرات بشأن الاستهلاك النفطي المستقبلي للصين، إلاّ أنّ الثابت أنّ استهلاكها للنفط يتزايد سنوياً، فمن المتوقّع أن تشهد الساحة العالمية تنافسا محموما بين الدول الرئيسية الكبرى المستهلكة له. يسعى الباحث علي حسين باكير من خلال الكتاب الذي يحمل عنوان: التنافس الجيو-استراتيجي للقوى الكبرى على موارد الطاقةديبلوماسية الصين النفطية: الأبعاد والانعكاسات، إلى معالجة و إبراز ثلاث نقاط أساسيّة هي: أولا: الإحاطة بوضع الصين النفطي الراهن وبحاجاتها المستقبليّة والتوقّعات المتعلّقة بهذا الموضوع لتحديد موقع الصين في الخارطة النفطيّة العالمية، والبناء على ذلك فيما يتعلّق بسياساتها تجاه الدول النفطيّة، ومنها بطبيعة الحال دولنا العربية في الشرق الأوسط.
ثانيا: رصد ظاهرة “توسّع الصين النفطي عالمياً” في مختلف القارات والمناطق (الشرق الاوسط- أفريقيا- أوراسيا، أمريكا اللاتينية، وسط آسيا، امريكا الشمالية، الدول العربية) على المستويات كافّة والاستثمارات الصينية المترتبطة بهذه الظاهرة عالمياً، وذلك من خلال تحليل جميع الأرقام والوقائع المتعلّقة بها، وربطها ببعضها البعض للوصول إلى صورة واضحة المعالم.
ثالثا: قراءة أبعاد وانعكاسات “ديبلوماسية الصين النفطية” على أبرز الدول المستهلكة للنفط في العالم وخاصة تلك التي تعتبر أنّ الصين تعدّ دولة