قررت الولايات المتحدة و كندا وبريطانيا التعاون في منطقة القطب الشمالي للتصدي للتحديات المتصاعدة من قبل قوى دولية، على رأسها روسيا والصين، التي زادت في الآونة الأخيرة من اهتمامها بتلك المنطقة.
وقال تقرير نشره موقع «غلوبال سيكيوريتي»، إن البحارة البريطانيين والكنديين، بدأوا التدريب على متن كاسحات الجليد الكندية، تنفيذاً لاتفاق جديد وقّعه البلدان، يعكس اهتمام بريطانيا المتزايد بتطوير قدراتها العسكرية بشكل أكبر في القطب الشمالي. وانضمّت بريطانيا حديثاً إلى نادي الدول التي تولي اهتماماً بتلك المنطقة الغنية بالموارد، والتي يُتوقع أن يؤدي الاحتباس الحراري فيها إلى تغييرات مناخية كبيرة قد تسمح بفتح خطوط نقل بحرية تغيِّر بشكل استراتيجي ما كان قائماً منذ آلاف السنين. وانضمت دول أخرى إلى دائرة المهتمين بهذه المنطقة، بينها الصين والهند وتركيا.
وبحسب الاتفاقية التي وُقعت بين كندا وبريطانيا بداية هذا الشهر، سيتمكن البحارة البريطانيون من التدريب على متن أسطول كندي مكوَّن من 20 كاسحة جليد تابعة لخفر السواحل، والاستفادة من خبرات الكنديين في الإبحار وسط صفائح الجليد، مقابل استفادتهم من خبرات البحرية الملكية البريطانية الواسعة. ورغم افتقار بريطانيا لخبرة كندا الطويلة في الجليد، فإن لبريطانيا أصولاً أخرى لتحقيق علاقة متوازنة في منطقة القطب الشمالي ليست متوفرة لدى الكنديين. وأبرزها أسطول الغواصات النووية التي يمكنها البقاء تحت الجليد لفترة أطول بكثير من أي أصول عسكرية تمتلكها كندا.
ونقل الموقع عن الخبير الكندي في أمن القطب الشمالي آدم لاجونيس: «بينما تحتفظ كندا بطبيعة الحال بالمسؤولية الأساسية في الدفاع عن القطب الشمالي الكندي، لم يكن لديها مطلقاً كل المعدّات اللازمة»، بما في ذلك الغواصات النووية. وأضاف: «كما هي الحال منذ فترة طويلة، تحتاج كندا إلى دعم أميركي أو بريطاني لأنها تفتقر إلى شبكات الأمان اللازمة لاختبار شبكات الاستشعار أو الاستجابة للمعتدين». وقال خبراء آخرون إنه رغم امتلاك بريطانيا أسطولاً من الغواصات النووية في منطقة القطب، فإن عليها اكتساب خبرة بحرية فوق سطح الجليد إذا كانت عازمة على التحول إلى لاعب في المنطقة، وهو ما يفرض عليها التعاون بشكل كبير مع الولايات المتحدة بعدما خرجت من الاتحاد الأوروبي.