https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

اعلن الرئيس بايدن في كلمة القاها امس في الخارجية الامريكية، انه قال للرئيس بوتين ” ان ايام تراجع امريكا امام تصرفات روسيا وتدخلاتها في الانتخابات   وهجماتها السيبرانية وتسميمها للمواطنين قد انتهت “، واضاف :”لن نتردد في رفع الثمن الذي ستدفعه روسيا ، وسنكون اكثر فعالية في التعامل مع موسكو بالتنسيق مع شركائنا وحلفائنا” .

هذه اللهجة الجديدة والحازمة التي افصح عنها الرئيس الامريكي  تنبؤ، ان عهدا مختلفا، اكثر صعوبة وتوترا ، ينتظر العلاقات الثنائية الروسية الامريكية ، وان هذا التوتر يمكن ان ان يترك بصماته السلبية على الخلافات التقليدية بين البلدين ، سواء في اوكرانيا والقفقاس او آسيا الوسطى، ام في سورية وليبيبا وغيرهما .ورغم تأكيد بايدن انه سيتعامل مع الخصوم – بمن فيهم روسيا – بدبلوماسية ، الا انه في حال اقترنت هذه التحذيرات الامريكية بافعال محددة كالعقوبات ، والسعي لأشعال الاوضاع في المناطق المجاورة لروسيا  ، والنيل من مصالحها ، فان اياما صعبة تنتنظر العلاقات الثنائية بين الرئيسين والبلدين .

 بطبيعة الحال ، لن تؤثر تلك التحذيرات الامريكية على مواقف روسيا ، ولن تجعل فرائصها ترتعد . والدليل على ذلك،الاحكام القضائية الحازمة التي اتخذتها موسكو  بحق المعارض نوفالني،  رغم مناشدة واشنطن وحلفائها عدم الاقدام على ذلك.

اضافة الى ذلك ، فان مبدأ المعاملة بالمثل -وهو الاسلوب المحبب لدى الرئيس الروسي – والذي يعني  الرد على الافعال  الامريكية والغربية بخطوات مماثلة ، ،قد  يحصن الموقف الروسي . ولكن لا بد من الاشارة ، الى ان اختلال الثقة بين الرئيسين بايدن وبوتين ،يمكن ان يدفع ردود الفعل من الجانبين الى خارج  الاساليب الدبلوماسية ، وينقلها الى صيغ لا تحمد عقباها .ثم ان شخصية الرئيس بوتين القوية ، وعدم استعداده للتراجع قيد انملة امام خصومه ، يعزز الرأي القائل ، ان الامور تسير بين البلدين باتجاه المواجهة وليس التعاون .وهناك عنصر آخر للتصعيد ،وهو مخزون الكراهيه الذي  كدسه الديمقراطيون الامريكيون ضد  السلطات الروسية ، والذي تجلى بعضه في  الاتهامات التي روجها قادة الحزب الديمقراطي لموسكو بالتدخل في انتخابات عام 2016 لصالح الرئيس السابق ترامب ،وهو امر يمكن ان  يفتح المجال امام امكانية تحول الخصومة الامريكية – الروسية الى ما يشبه الحرب الباردة ، رغم استبعاد ذلك الآن .

بالتأكيد ، تدرك موسكو ،ان العلاقة مع الرئيس بايدن  لن تكون سلسة سهلة – كما كانت في عهد ترامب -، وان  الدفاع عن مواقف روسيا ومصالحها ستكون مرتفعة الاثمان  . وفي الوقت نفسه ، هناك من يراهن ، على ان  تشابك المصالح بين موسكو وواشنطن ، يمكن ان يوفر الارضية المناسبة لعدم التصعيد ،وللتفكير في مجالات التعاون والتنسيق . وتوصل البلدين قبل عدة ايام الى اتفاق سريع لاستئناف اتفاقية الحد من الاسلحة الاستراتيجية ، يعطي املا في  تجاوز العلاقات الثتنائية لمطبات واشراك خطرة ،تراكمت خلال السنوات الاربع الماضية .

5/2/ 2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − ثلاثة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube