https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :
تدخل المواجهات العسكرية الحامية في اوكرانيا هذه الايام مرحلة حاسمة . وتتركز الانظار اليوم على الوضع في مقاطعة خيرسون الجنوبية ، حيث يحشد الطرفان الروسي والاوكراني قوات ضخمة استعدادا للمعركة الفاصلة .
بالنسبة الى روسيا ، فان الاحتفاظ بمقاطعة خيرسون يعني اولا ، بداية السيطرة على المنطقة الجنوبية الاوكرانية وصولا الى لؤلؤة موانيء البحر الاسود – اوديسا ، وفصل اوكرانيا عن رئتها البحرية . ويعني ثانيا ، تأمين مصدر مائي دائم لمنطقة القرم كلها التي تعاني من عطش دائم ، ويعني ثالثا ، تحويل البحر الاسود عمليا الى منطقة نفوذ روسية، ويعني أخيرا فتح ممر بري للوصول الى القوات الروسية الموجودة في منطقة دنيبرسترويه المولدافية الامر الذي يمهد الطريق اما م تعزيز النفوذ الروسي في كل من مولدافيا ورومانيا ودول اوربية أخرى .
وفي ما يتعلق باوكرانيا ، فان السيطرة على مقاطعة خيرسون توفر لكييف عدة ميزات استراتيجية ، منها اولا: تهديد اهم قاعدة عسكرية بحرية روسية في ميناء سيفاستوبول وبالتالي تهديد اسطول البحر الاسود الروسي كله ، وانعاش الآمال باستعادة منطقة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 . ثانيا : تعتقد كييف ان استعادة خيرسون من قبضة القوات الروسية ستكون هزيمة استراتيجية للخطط الروسية في اوكرانيا وبداية تراجع الوجود الروسي هناك . وثالثا : يعتقد الاوكرانيون ان السيطرة على خيرسون ستضعف نظام الرئيس بوتين وتفتح الباب امام حدوث هزات للنظام السياسي في روسيا .
من هنا ، فان المعركة التي على وشك الانطلاق في مقاطعة خيرسون ، ستقرر فعليا مصير ومسار المواجهة الحالية في اوكرانيا .
ولابد من الاشارة بهذا الخصوص ، الى ان الغرب يدعم الرؤية الاوكرانية هذه ، ولذلك فهو مستمر في تزويد الجيش الاوكراني باحدث المعدات والانظمة العسكرية الغربية ، وتأمين تدفق المساعدات الاقتصادية والمالية لاوكرانيا ، واحتضان ملايين اللاجئين الاوكران .
واعتقد ، انه اذا ما كسبت روسيا معركة خيرسون ، فان موسكو ستكون قادرة على فرض شروطها وتصوراتها الامنية على اوربا والغرب كله، وتوسيع نفوذها في اوربا والعالم كله .
من هنا تنبع اهمية هذه المعركة ،التي ستحدد مصير العملية العسكرية الروسية ، ومستقبل العلاقات بين روسيا والغرب ،وتحدد مستقبل الانجازات السياسية والعسكرية التي حصلت عليها امريكا مؤخرا وفي مقدمتها ،تعزيز النفوذ الامريكي في اوربا ، وتوسيع حلف الناتو العدواني في اوربا .واخيرا ، لا ابالغ ، اذا ما قلت ، ان نتائج معركة خيرسون ستقرر مصير المواجهة الغربية الروسية الحالية. ولذلك تحشد موسكو قواتها وتستعد جيدا لهذه المعركة ، وبالمقابل تفعل الحكومة الأوكرانية وحلفاؤها الشيء نفسه .
31/7/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − 6 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube