نشرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية مؤخرا مقالا تحت عنوان : ” تطوير الصين لقوتها النووية بات أمرا حتميا” جاء فيه أنه وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، رصدت الولايات المتحدة خلال الشهر الأخير ثلاث اختبارات صاروخية لقوات المدفعية الثانية لجيش التحرير الشعبي الصيني، وتحدثت عن ما وصفته بالصاروخ الباليستى المطلق من الغواصة من طراز “جولانغ 2″، وصاروخ دونغ فنغ- 41 العابر للقارات والذي يعد أحدث صاروخ في الصين، مضيفة أنه يمكن للصاروخ أن يحمل عشرة رؤوس نووية، ويهدد بقوة النظام الأمريكي المضاد للصواريخ،و صاروخ دونغ فنغ-5 الحامل لصواريخ بعيدة المدى. وقد ركزت الولايات المتحدة بالخصوص على صاروخ دونغ فنغ- 41. حيث زعمت أن الصاروخ الأخير قادر على حمل عشرة رؤوس نووية في نفس الوقت، وهذا يعني أنه سيكون من الصعب جدا أن يعترضه نظام الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة. بالإضافة إلى تصريح قوات المدفعية الثانية لجيش التحرير الشعبي الصيني في الشهر الماضي أن معظم صواريخها الاستراتيجية يمكن لإطلاقها على العربات متنقلا. وهذا يعني أن الأسلحة النووية الأرضية في الصين يمكن أن تكون فعالة لاعادة شن هجوم نووي عندما تتعرض لأي هجوم نووي خارجي. تشكل هذه الرسائل أكثر مصداقية تقوية قوات الصين للردع النووي. وإن هذا هو حجر الزاوية في الحفاظ على الأمن القومي في البيئة الدولية المعقدة، ويجب على الولايات المتحدة والغرب احترام القاعدة إستراتيجية للصين. يبدو أن انشغال المجتمع الصيني بتحديات وصعوبات بناء حياة كريمة، ومناقشة الأخلاقيات والسياسة والازدهار، ونسيان الرأي العام تقريبا لتطوير الأسلحة النووية وأهمية القوة النووية الصينية قد باتت مفارقة تاريخية. ومع ذلك،فإن السياسة الدولية لا يمكن أن تتغير فقط بسبب الإيقاع الداخلي للصين. يجب على الصين تحديث وتوحيد قدرة الردع النووي لجعلها جديرة بالثقة، وينبغي عليها أيضا تقيم صورتها النووية الماضية، واستكشاف كيفية تحسين بيئة إستراتيجية الردع النووي في الصين بهدوء،وجعل الصين تحصل على هيبة الدولة الكبيرة دون غضب. إن عدم معرفة هرمان كين مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأن الصين دولة نووية قبل سنة يبين أن القوى النووية الصينية لا تزال ضعيفة نسبيا في العالم الخارجي، وأن قوة الردع النووية ليست عالية بما يكفي. وبعبارة أخرى، فإن القوات النووية الصينية لم تشارك في تشكيل موقف الولايات المتحدة اتجاه الصين. وهذا أمر خطير، حيث يمكن تضليل الرأي العام في الولايات المتحدة، والسعي إلى تحقيق المطاردة الصارمة غير واقعية ضد الصين. في ظل تعميق الشكوك المتبادلة بين الصين وأمريكا حول الإستراتيجية الصينية، في يتزايد قلق الولايات المتحدة إزاء صعود الصين،ورفع الأخيرة لمستوى القوات النووية، تعجيل سد فجوة نوعية الردع النووي بين الصين وأمريكا. إن الصين بحاجة على المدى الطويل لتسعى جاهدا إلى إنشاء ما يعادل الردع النووي الأمريكي بالرغم من أنها لا تسعى إلى توازن القوى النووية مع الولايات المتحدة ،وهذا يعني أن حتى ولو كانت الأسلحة النووية الصينية أقل من الولايات المتحدة، فإن الأخيرة لا ينبغي أن تقلق من القوات النووية الصينية والعكس صحيح، حيث لا ينبغي على الصين تقلق من القوات النووية للولايات المتحدة. شهدت القوات المدفعية الثانية لجيش التحرير الشعبي الصيني تطورا سريعا في السنوات الأخيرة، ولديه القدرة الكاملة للابتكار وتحقيق الانتقال من صاروخ يحمل رأس واحد إلى صاروخ يحمل رؤوس متعددة، والتحول من الإطلاق المتنقل إلى الإطلاق الثابت، وقدرة الاختراق وتحسين النوعية. وينبغي توسيع نطاق هذا الاتجاه في المستقبل،وإمكانات استخدامها تدريجيا في آسيا والمحيط الهادي، وجعل سائر العوامل الإستراتيجية الأخرى في المنطقة ككل تتعايش في الاحترام المتبادل معها. إن السبب الرئيسي في انهيار الاتحاد السوفياتي الدولة النووية القوية ليس تطويرها للأسلحة النووية، وإذا كانت الأسلحة النووية من بين أسباب تفكك الاتحاد السوفياتي، فإنه يمكن أن نضعه آخر الأسباب. وإذا تخيلنا روسيا في يوم من الأيام دون قوة نووية، فإنه من المرجح أن تكون سوى دولة كبيرة مثل المملكة العربية السعودية. ينبغي ترك الشعب الصيني على مسافة مناسبة من القوات المدفعية الثانية لجيش التحرير الشعبي الصيني،والسماح للقوة النووية الدخول الأكثر إلى الرأي العام الصيني، وتصبح جزءا من الوعي والمفهوم الوطني. إن الصين دولة كبيرة لديها إستراتيجية للطاقة لا ينبغي أن يكون التصور الشعبي للدولة خلافا عن الدول الصغيرة، وأن يكون الوعي العام للقوة الأساسية الوطنية غريب جدا، وتشكيل إيديولوجيات غير مواتية لصحة المجتمع. لقد تأخرت الصين في تطوير الأسلحة النووية،وتفتقر لاستخدام الخبرة أيضا. تحتاج الصين إلى تطوير الأسلحة النووية، وأيضا إلى الاستمرار في التعلم من التجارب والأخطاء والمزج بين تطوير الأسلحة النووية ومهمة وطنية صينية سويا. وهذه العملية نفسها ابتكارا هاما للصين. /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ |