https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png
تستضيف نيوزيلندا الاجتماع السنوي العام لمجموعة موردي المواد النووية في كرايست تشيرج في 24 يونيو 2010. وعلى الرغم من أن الأجندة لا تتضمن بحث الاتفاقية النووية المزعومة بين الصين وباكستان إلا أن العديد من المصادر الموثوقة تشير إلى أن إمكانية التطرق للموضوع تبدو قوية وقائمة في ظل التداعيات الكثيرة التي قد تخلفها الاتفاقية…….

فعندما انضمت الصين إلى مجموعة موردي المواد النووية قالت المجموعة أن الاتفاقية المبرمة بين الصين وباكستان مجرد اتفاقية للتعاون النووي تسمح للصين بموجبها تصدير 2 مفاعل تشاشما لباكستان بالإضافة إلى مفاعلات البحوث الصغيرة ، والوقود لتغذية هذه الوحدات.

وعلى ضوء البيانات الصينية السابقة ، فمن المتوقع أن ترفض الولايات المتحدة قيام أي تعاون نووي موسع بين الصين وباكستان وان كان من غير الواضح بشكل قاطع حتى الآن مدى صرامة وجدية الموقف الأمريكي في هذا الاتجاه. وبهذا المعنى ، فإن اجتماع نيوزلندا سوف يثبت مدى جدية الصين للتقيد بالتزاماتها تجاه معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والمبادئ التوجيهية لمجموعة موردي المواد النووية.

المثال الهندي لا يعتبر سابقة يمكن الاحتذاء بها في هذا السياق، فقد كان من الضروري أن يمر قرار استثناء الهند عبر مجلس الشيوخ الأمريكي ومن ثم عبر مجموعة موردي المواد النووية. كما لا يمكن المقارنة بين سجل باكستان في مجال عدم الانتشار مع سجل الهند.وهنا يجب أن نشير إلى قصة العالم النووي الباكستاني الكبير عبد القدير خان والتي تعني بوضوح تورط جهات باكستانية مرموقة في قضايا انتشار السلاح النووي إلى الخارج.

وفي ظل وجود مخاوف في الغرب بأن حصول إيران على أسلحة نووية قد يؤدي إلى سباق تسلح في غربي آسيا الغربية لاسيما أن المملكة العربية السعودية من المحتمل أن تصبح دولة نووية لمواجهة انتشار الأسلحة الإيرانية ، كما أن أثر التوسع النووي الباكستاني المحتمل لن تنحصر على الملف الهندي. وقد تعرضت إيران الدولة الشيعية إلى خسائر بشرية كبيرة جراء الحرب مع العراق على يد صدام حسين السني.

ومن جانب آخر فان الشيعة يمثلون أهدافا واضحة لتنظيم القاعدة والمتطرفين السنة والمنظمات المرتبطة بها مثل عسكر طيبة وجيش محمد وغيرها. وكانت إيران وباكستان في حالة حرب غير معلنة عندما كانت أفغانستان تحت حكم طالبان. ففي حين أن باكستان تدعم طالبان ، دعمت إيران تحالف الشمال.

وتشير تقارير من وسائل الإعلام إلى وجود صفقات صواريخ سرية بين الصين والمملكة العربية السعودية بعد هجمات 11 / 9 ، وفي وقت لاحق أنتجت باكستان أسلحتها النووية بمساعدة الصين وباعت صواريخ بعيدة المدى من نوع سي اس اس – 2 إلى المملكة العربية السعودية. هذه الصواريخ لن تكون ذات فاعلية إلا إذا كانت تحمل رؤوس حربية نووية. وعلى خلفية أن المملكة العربية السعودية تعتبر الممول الرئيس للبرنامج النووي الباكستاني فان الاستدلال المنطقي للاحداث يشير إلى أن الصواريخ السعودية ستحصل على الرؤوس النووية الباكستانية.

وفي ظل تمكن الشيعية من حكم العراق فان ثلاث دول شيعية – إيران والعراق وأذربيجان وهي دول غنية بالنفط ، وتشهد ارتفاعا في السلطة والنفوذ ، وهذا بدوره يمثل دفعة معنوية للأقليات الشيعية المضطهدة في البلدان التي يهيمن عليها السنة. علما أن العداء بين الشيعة والسنة يعود إلى السنوات الأولى من الإسلام.

ومن المرجح أن تكون الطموحات النووية الإيرانية لمواجهة جبهتين هما باكستان و المملكة العربية السعودية. ويبدو أن الصين تعمل بشكل قوي للاستفادة الكاملة من هذا الصراع لعقد صفقات نفط مع المملكة العربية السعودية وكذلك إيران من خلال بيعها صواريخ وتقديم الدعم الضمني لإيران بشأن العقوبات وتوفير قدرة إضافية لباكستان لصنع رؤوس البلوتونيوم لتزويد المملكة العربية السعودية بها. ويعتقد كثير من المراقبين أن تصدير المفاعلات النووية المدنية إلى باكستان مجرد غطاء للحفاظ على التعاون النووي مع باكستان الذي يعود إلى حكومة بوتو في حزيران / يونيو 1976.

من ناحية أخرى فان لدى الصين ميول لمواصلة أعمالها الناجحة في مناطق الصراع مثل السودان و أفغانستان. ولاشك أن زيادة التوتر في المنطقة جعل الجانبين بحاجة إلى الاعتماد على الصين للحصول على الصواريخ. كما أن إيران تعتمد أيضا على بكين لتخفيف العقوبات. وقد اكتشف علماء أميركيون وجود ثروة معدنية هائلة في أفغانستان. ونلاحظ أن الصين بالفعل نشطة في مجال التعدين في ذلك البلد.

لذا فقد حان الوقت الولايات المتحدة وحلفائها للنظر من جديد في قضية الانتشار الإيراني ومنح الاعتبار الكامل للعلاقات بين الصين وباكستان والانقسام بين الشيعة والسنة. الهند اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × خمسة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube