https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

وبعد ان ازاحت واشنطن العبء الافغاني عن كاهلها ، بدأت تتفرغ لمجابهة التحدي الصيني ، والسعي الى احتواء الصين  . واول خطوة اقدمت عليها الادارة الامريكية ، تجلت في الاعلان عن توقيع اتفاقية عسكرية  لتشيكل تحالف عسكري كبير ،يضم كلا من اوستراليا وبريطانيا هدفة مواجهة الصين . وتتضمن الاتفاقية التي وقعت عليها اوستراليا  الحصول على غواصات نووية امريكية ونشر مختلف  انواع الطائرات العسكرية الامريكية بالاضافة الى مرابطة قوات امريكية هناك .  لقد عبرت بكين عن قلقها البالغ من هذه الاتفاقية ، واعتبر الناطق الرسمي  الصيني ان هذه الخطوة الثلاثية  تنبيء باشعال حرب باردة شاملة ضد الصين .

وفي حقيقة الامر ،  فان الاتفاق الدفاعي المذكور يقلب  رأسا على عقب موازيين القوى التي كانت سائدة في تلك المنطقة خلال سنوات العقد الماضي.وكانت الصين تتمتع بحضور وتأثير قويين هناك .  ويكفي ان نشير بهذا الخصوص ، ان بكين  قد  اتخذت سلسلة كبيرة من العقوبات ضد  اوستراليا بسبب مواقف الحكومة الاوسترالية تجاه هونغ كونغ والويغور  وحقوق الانسان . كما درج  السفير الصيني على   تقديم مذكرات الاحتجاج  والتحذيرات ضد اي جهة  اوسترالية تنتقد بكين .

لقد اعلنت وزيرة الخارجية الاوسترالية ان بلادها – بعد الاتفاق الثلاثي -لم تعد وحيدة ، وان الصين بعد اليوم لن تتمكن  من الانفراد باوستراليا وممارسة الضغوط والتهديدات المبطنة والعلنية ضدها .

وخطورة هذا الاتفاق بالنسبة للصين  لا تنحصر في وجود قواعد عسكرية امريكية وتقديم التقانة النووية  العسكرية للجيش الاوسترالي وفتح الباب امام انتشار الاسلحة النووية . ان مرد القلق الصيني يعود ايضا الى ان الاتفاقية المذكورة ، ستشجع  بقية دول المنطقة على التمرد على النفوذ الصيني الطاغي في جنوب شرقي آسيا ، وستعقٌد كثيرا حل الخلافات حول بحر الصين الجنوبي ، وستزيد التوتر وسباق التسلح في تلك المنطقة .

ويبدو ان واشنطن عازمة على المضي في جهدها لمواجهة  ما  تسميه “التهديدات الصينية ”  ،وبث الخوف والهلع من الصين بين دول تلك المنطقة .

وفي هذا الاطار ، اعلن الرئيس بايدن  انه سيستضيف هذا الشهر قمة رباعية تضم كلا من اليابان والهند واوستراليا ، وان هذ القمة ستعمل على  تنشيط الحوار  الرباعي الامني بين هذه الدول بهدف ضمان الاستقرار وحرية  الملاحة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ . بكلمات اوضح ، فان االغاية الحقيقية لتلك القمة هي تنسيق الجهود ا لعسكرية للدول الاربع لمواجهة الوجود العسكري الصيني هناك .

 ومنذ ايام زارت نائبة الرئيس الامريكي  هاريس كلا من سنغافورة وفيتنام ، واعلنت من هناك الدعم الامريكي الشامل للدولتين لمواجهة التحديات الصينية .

واضح ، ان واشنطن  – بعد انسحابها من افغانستان – قد بدأت بحملة شاملة لتنشيط  تحالفاتها  العالمية ضد الصين. ومثل هذه الامر  يشير الى ان الحرب الباردة التي حذرت بكين منها قد بدأت فعلا .

17/9/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 1 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube