https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png
تمارس الصين معززة بتنامي قوتها، دبلوماسية اعتبرت اكثر صدامية بل وحتى متغطرسة، رغم نفيها ذلك، وهي تبدو اقل ميلا لتقديم تنازلات الى شركائها الذين يفقدون من جانبهم تسامحهم ازاءها.

ويرى محللون ان العلاقات توترت بين الصين والعواصم الغربية في الوقت الذي تشعر فيه بكين بانه يساء فهمها والعواصم الغربية بأنه يتم التعامل معها بازدراء، في الوقت الذي تفرض فيه تحديات عالمية مثل الوضع الاقتصادي والانتشار النووي والمناخ ومحاربة الارهاب، المزيد من التعاون.

واكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الاحد خلال المؤتمر الصحافي السنويان البعض (…) يقولون ان الصين متغطرسة، وانها قاسية ومزهوة بانجازاتها، لكن “تطور الصين لن يؤثر على اي بلد” لان “الصين لن تسعى ابدا الى التسلط حتى لو اصبحت دولة متقدمة“.

غير ان اللهجة التي يخاطب بها هذا البلد العملاق، الذي يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة وهو اول بلد مصدر وسيملك قريبا ثاني اكبر اقتصاد في العالم، شركاءه تغيرت.

ومع بداية سنة النمر، اخرجت الصين مخالبها في وجه واشنطن واتهمتها بانهاانتهكت سيادة الصين” وحملتها المسؤولية كاملة في تدهور العلاقات بينهما بعد بيع اسلحة اميركية لتايوان واستقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما الدالاي لاما.

وفي ملف ايران النووي، ورغم الضغوط الغربية، فان الصين ثابتة في رفضها فرض عقوبات على طهران، وستقايض بثمن باهض جدا اي تنازل بهذا الصدد او بشأن سعر صرف عملتها.

ولاحظ جان-بيار كابيستان المتخصص في شؤون الصين في جامعة هونغ كونغ المعمدانية انه “من المؤكد ان الصين شددت لهجتها“.

وارجع ذلك الى اسباب ثلاثة هي “ان الصين تشعر انها اصبحت اقوى واكثر نفوذا في العالم” وان “الحزب الشيوعي بحاجة الى اظهار الحزم (..) للحفاظ على الشعور القومي الذي حفزه داخل المجتمع” كما ان مقاربة ادارة اوباما التصالحية للوهلة الاولى “منحت الصينيين فرصة لرفع سقف مصالحهم“.

ورأت فاليري نيكي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية انه “يبدو ان تيارا نشطا داخل السلطة في الصين يعتبر ان الوضع الدولي، خصوصا مع الازمة (الاقتصادية) الشديدة التي طالت الغرب، مؤات للمواقف الصينية، وانه حان الوقت بالنسبة لبكين لفرض معاييرها الخاصة على المجتمع الدولي“.

واضافت “ان هذا الموقف بدا جليا جدا خاصة اثناء ادارة المفاوضين الصينيين (لمؤتمر المناخ) في كوبنهاغن“.

وتترجم التصريحات الرسمية الصينية في كثير من الاحيان شعور بكين بان قراراتها موضع انتقاد دائم من غربيين لا يفقهون شيئا في نظامها ويواصلون استفزازها بشأن مسائل غير قابلة للتفاوض مثل تايوان والتيبت.

من جهة اخرى لم تهضم الصين بعد وضعها الجديد كقوة كبرى ويتعين عليها، كما يقول دبلوماسيون صينيون، تحسين ادوات الاتصال الخارجي حتى تتمكن من تمرير رسائلها بشكل افضل.

بيد ان شي يينهونغ الاستاذ في مركز الدراسات حول الولايات المتحدة في جامعة الشعب ببكين، رأى ان الصين “تملك ثقة اكبر بنفسها وبدأت تعبر عن مواقفها بشكل اكثر صراحة”، معتبرا ان الرئيس اوباما هو “الذي اصبح متغطرسا نسبياوذلك بعد ان مدت له الصين يدها في بداية ولايته.

لكن هل هناك مخاطر من ان يهيمن اكثر طابع الصراع على العلاقات التي تقيمها الصين مع باقي العالم؟

تقول فاليري نيكي ان الاجابة على الارجح لا، ملاحظة ان السياسة الخارجية المتشددة للنظام الشيوعي “لم تؤد الى اية نتيجة ملموسة، فالدول تواصل استقبال الدالاي لاما والولايات المتحدة تبيع اسلحة لتايوان بانتظام“.

كما اكد جان-بيار كابيستان ايضا ان “السياسة الخارجية الصينية تعرف كيف تتأقلم وتتراجع او تبدي مرونة حين يبدي الخصم او شركاءها بدورهم المزيد من الحزم“.

ميدل ايست اونلاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 3 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube