https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

بالتوازي مع إزاحة الستار عن أحدث مقاتلاتها من الجيل الخامس “جيه-35 إيه” في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء بمدينة تشوهاي، عرضت الصين النسخة الأولى من مقاتلة الجيل السادس (بايدي) أو “الإمبراطور الأبيض”، التي ينتظر أن تكون عماد المستقبل في سلاح الجو الصيني، في ضوء مسعى بكين لتحقيق التفوق في القوة الجوية على الولايات المتحدة، وسط شكوك غربية في منجزاتها.

 

واستغرق تصنيع طائرة الشبح الصينية الجديدة “جيه-35 إيه” أكثر من 10 سنوات، وقدمت أول عرض جوي في الذكرى الـ75 لتأسيس القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني قبل أن تظهر في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء.

وصممت شركة “شنيانغ” المملوكة للدولة المقاتلة الجديدة، التي تعد أصغر حجما وأقل وزنا وأكثر مرونة وسرعة من نظيرتها “جيه-20” الشبحية الثقيلة. وذكرت صحيفة الشعب الصينية اليومية أن مهامها ستكون “بشكل أساسي تحقيق التفوق الجوي والحفاظ عليه”، وهو ما يعني السيطرة الكاملة على الأجواء وإخضاع القوة الجوية المعادية.

 

وتعتمد الصين بشكل أساسي في قواتها الجوية على مقاتلات “جيه-10″ (Shenyang J-10) و”جيه-11″ (Shenyang J-11)، و”جيه-16″ (Shenyang J-16) و”جيه-20” (Chengdu J-20)، إضافة إلى “جيه-31 بي” (Shenyang J-31B)، والنسخة الجديدة “جيه-35 إيه” (Shenyang J-35 A) المخصصة للعمل أيضا من على حاملات الطائرات.

 

ويفترض أن تضاهي الطائرة الصينية الجديدة، وهي ثنائية المحرك وأحادية المقعد، المقاتلتين الأميركيتين “إف-22 رابتور” (مقعد واحد وثنائية المحرك) و”إف-35 لايتنينغ” (أحادية المحرك والمقعد) وكذلك للمقاتلة الروسية متعددة المهام “سو-57” (أحادية المقعد وثنائية المحرك)، وكلها طائرات شبحية وذات قدرات قتالية عالية.

 

وتعد الصين الدولة الثانية، بعد الولايات المتحدة، التي تمتلك مقاتلتين شبحيتين من الجيل الخامس، كانت أولاها المقاتلة الشبح الصينية “جيه-20″، التي تسمى “التنين العظيم”، والتي دخلت الخدمة عام 2017. وتمتلك الصين 195 مقاتلة من هذا الصنف في الوقت الحالي، وفق بيانات لموقع جينس (janes) المختص في الشؤون العسكرية.

 

ويصنف موقع “غلوبال فاير باور” الصين ثالث قوة عسكرية في العالم، ويشير في بياناته إلى امتلاكها 3304 طائرات عسكرية، بينها 1207 مقاتلات، معظمها من الجيل الرابع، مقابل 1854 للولايات المتحدة، و809 لروسيا، و530 للهند، و400 لباكستان.

الشكوك الغربية الدائمة

 

ووفقا للمعلومات التي نشرتها صحيفة الشعب الصينية، تجمع المقاتلة الصينية الجديدة بين أحدث التقنيات في مجال الطيران، إذ صممت لتكون خفية على الرادارات وأكثر قدرة على المناورة، ويمكنها تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، بدءا من الهيمنة الجوية، وصولا إلى تنفيذ الضربات الدقيقة والخاطفة.

 

وحسب موقع غلوبال تايمز الصيني، تتمتع المقاتلة برشاقة عالية وثبات وكفاءة تشغيلية، وتجمع بين المرونة والقدرة على المناورة ومستوى عالٍ من الراحة في قمرة القيادة، والتكامل السلس بين الطيار والمقاتلة، مما يعزز فعالية العمليات القتالية.

 

ورغم الإشادة الصينية، فإن الطائرة قوبلت بموجة انتقادات وصلت إلى حد التهكم من استعمالها الرقم “35” الذي تشتهر به الطائرة الأميركية (إف-35 لايتنينغ) والتماثل حتى في الشكل، في وقت تثار فيه اتهامات مستمرة للصناعة العسكرية الصينية تتعلق “بتقليد وسرقة” التكنولوجيا الأميركية.

 

وتتعلق الشكوك الغربية بكفاءة أجهزة “جيه-35 إيه” الإلكترونية وكذلك محركاتها، حيث واجهت الصين سابقا صعوبات في تصميم المحركات القوية التي تمكّن المقاتلات الحديثة من زيادة مدى عملياتها، واستيعاب أسلحة أكثر والحفاظ على السرعة العالية والمرونة في المناورة.

 

واعتمدت المقاتلات الصينية، بما فيها مقاتلة “جيه-20″، غالبا على التكنولوجيا الروسية، خصوصا المحركات، وفي حين تؤكد الصين تزويد الطائرة الجديدة بمحرك “دبليو إس-19” (WS-19) المحلي الفائق القوة، يعتقد الخبراء العسكريون الغربيون أن الصين لا تزال غير قادرة على تلبية المعايير المطلوبة لمحركات مقاتلات الجيل الخامس.

 

ورغم العروض المبهرة التي قدمتها المقاتلة، فإن الباحث العسكري كولين كوه -وهو محاضر في كلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة- يقول في تقرير لرويترز: “بالنظر إلى الصندوق الأسود الذي يحيط عادة بتطورات التكنولوجيا العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، فلن نكون متأكدين للغاية من أداء المقاتلة جيه-35 إيه”.

وفي المقابل، يرى المحلل العسكري الصيني فو تشان شا، في تقرير لموقع غلوبال تايمز الصيني، أن المقاتلة الحديثة ستمثل تحديا كبيرا للمقاتلات الشبحية الأخرى في العالم، نظرا لتصميمها المبتكر واستخدامها أحدث المواد، فهي تتمتع بقدرات تخفٍ غير مسبوقة، وديناميكية عالية ستغير قواعد اللعبة في مجال الطيران الحربي، وستدفع الدول الأخرى إلى تسريع وتيرة تطوير أسلحتها الجوية، وفق تقديره.

 

من جهته، يؤكد كوه -لصحيفة واشنطن بوست- أن “العلماء الصينيين أجروا لسنوات عديدا من الدراسات المتقدمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة المتعلقة بتكنولوجيا الطائرات المقاتلة، بما في ذلك خاصية التخفي

)

المرور إلى الجيل السادس

 

إضافة إلى “جيه-35 إيه”، شكّل مجسم مقاتلة “بايدي” أو “الإمبراطور الأبيض بي” (White Emperor B) العرض الأكثر إثارة للاهتمام في معرض الطيران والفضاء، إذ وصفت صحيفة الشعب الرسمية الطائرة الجديدة بأنها “مقاتلة فضائية جوية متكاملة” من الجيل السادس، يتم تصميمها للطيران بسرعات كبيرة، واختراق الغلاف الجوي للأرض للعمل في الفضاء.

 

ورغم التكتم على مواصفات المقاتلة، فإن تصميم “بايدي” الانسيابي سيجعلها -وفق اللوحة التعريفية للمجسم- تطير بسرعة تفوق سرعة الصوت بأضعاف، وقادرة على الإقلاع والهبوط على مجموعة متنوعة من المدرجات غير المهيأة، والعمل في مختلف الظروف الجوية وفي الفضاء الخارجي، كما تُعد منصة متطورة للحرب الإلكترونية.

 

وحسب موقع غلوبال تايمز، لا يشير ظهور المقاتلة الجديدة إلى إنجاز تقني في تصميم الطائرات الشبحية والمقاتلة فحسب، بل يعد فصلا جديدا وجريئا في طموحات الصين في مجال الفضاء، ويكشف توجها واضحا للسيطرة على الفضاء الخارجي أيضا، وحقبة جديدة في الطيران العسكري على مستوى التخفي والسرعة والدقة وتنفيذ الضربات الصامتة والقاتلة بفعالية.

 

ودشنت الصين “مشروع نانتيانمن” الإستراتيجي بهدف تطوير قدرات الهيمنة الجوية من الجيل التالي، وتنفيذ عمليات في الغلاف الجوي وفي الفضاء القريب من الأرض، وتوفير نقطة انطلاق لوحدات قتالية مستقلة كالمقاتلات الفضائية غير المأهولة، واعتماد أسلحة جديدة، بما في ذلك البنادق الكهرومغناطيسية والأسلحة القائمة على الليزر والجسيمات، وهو ما يستحضر مستوى من التكنولوجيا يندمج مع الذكاء الاصطناعي، كان مخصصا في السابق لأفلام الخيال العلمي، وفق تقرير في موقع الدفاع البلغاري.

 

ومع ذلك، تثار الشكوك مجددا لدى المحللين والمراقبين في الغرب بشأن القدرات الحقيقية للمقاتلة الصينية وتطورها المستقبلي، “خلافا لتصميمها المذهل بصريا الذي يستحضر المقاتلات الأسرع من الصوت في الأفلام الخيال العلمي”، وفق موقع أمن الدفاع في آسيا.

 

وإضافة للمقاتلات، تطور الصين قاذفة الجيل السادس الشبحية من طراز “إتش-20” (H-20) التي ستمثل قفزة نوعية في القدرات الإستراتيجية للصين، التي كانت تعتمد بشكل كبير على قاذفة “إتش-6″، وهي نسخة من “تو-16” الروسية.

 

وتشير المعلومات الأولية إلى أن القاذفة الصينية قيد التطوير تتمتع بقدرات التخفي والطيران لمسافات طويلة تصل إلى 8 آلاف كيلومتر بحمولة تصل إلى 40 طنا، تشمل الأسلحة التقليدية والنووية، بما يجعلها قادرة على تحقيق التوازن مع الولايات المتحدة.

 

وكانت الولايات المتحدة قد كشفت عام 2022 عن قاذفة القنابل الإستراتيجية الشبحية الثقيلة “بي-21 رايدر من الجيل الجديد، التي قامت بأول رحلة لها عام 2023، بهدف تعويض قاذفة “بي 2 سبيريت”، وهي القاذفة الأميركية الوحيدة التي تتمتع بخاصية التخفي.

 

ورغم الشكوك الغربية المزمنة في المنجزات العسكرية والتكنولوجية الصينية، فإن مقاتلة “الإمبراطور الأبيض- بي”، وغيرها من الترسانة الجديدة من السلاح، ترفع من الرهانات في سباق الهيمنة الجوية الحالي والمستقبلي مع الولايات المتحدة، الذي يحكمه التنافس الاقتصادي، وخلافات وتوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادي وحول تايوان وبحر جنوب الصين، ويرتبط بشكل واضح بالصراع على قيادة العالم مستقبلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + 11 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube