الولايات المتحدة، التي كانت ببساطة اعترضت على شراء تركيا أنظمة إس- 400الروسية، انتقلت إلى التهديدات المباشرة. واشنطن تهدد أنقرة بفرض عقوباتاقتصادية في حال الموافقة النهائية على هذه الصفقة. بماذا تغامر تركيابالضبط وما مدى احتمال خضوعها لهذا الابتزاز؟يرى غريغوري كوبلي، رئيس تحرير الطبعة الأمريكية من مجلة Defense & Foreign Affairs أن من غير الواضح بعد مدى جدية واشنطن في عرقلة الاتفاقبين تركيا وروسيا. وأضاف كوبلي فزغلياد”: “لدى الولايات المتحدة العديد من الأدوات للضغط علىأي بلد. على سبيل المثال، فإن تركيا تعتمد بشكل كبير على التكنولوجياالأمريكية”، وذلك، في رأيه، يمكن أن يكون قاتلا لصناعة الطيران والفضاء فيتركيا، وقد يؤدي في النهاية إلى شلل في عمل المطارات التركية. ومع ذلك، قبلالضغط إلى هذا الحد على أنقرة، سيكون على واشنطن الاتفاق على ذلك معالاتحاد الأوروبي. فقد تعاني مصالح بلدان الاتحاد الأوروبي، وثيقة الصلةبالاقتصاد التركي، من العقوبات الأمريكية على أنقرة. وحسب كوبلي، فـ”من الواضح أن انسحاب تركيا من عقدٍ بمليارات الدولاراتسيكون صعبا. وليس لدى الولايات المتحدة بديلا لهذه التقنية تقدمة لتركيا.. ولذلك، سيحاول أردوغان الاحتفاظ بعقده مع روسيا، على الرغم من الضررالمحتمل من واشنطن. أي أن المواجهة ستبدأ”. من جهته، نائب رئيس الدوما ليونيد كلاشنيكوف، متأكد من أن تهديدات الخارجيةالأمريكية لن تؤثر على أنقرة، فقد قال للصحيفة: “كان الأتراك على معرفةجيدة عندما قرروا هذا شراء (المنظومة)، بأن السعودية تخلت بالفعل عن إي- 400 تحت ضغط الأمريكيين. يفهم أردوغان أن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدمنفوذها المالي، على سبيل المثال، ضد البنوك التركية لعرقلة الصفقة. لكننيمتأكد من أن الصفقة ستتم. خاصة بعد أن أسقطت الأنظمة السوفييتية المضادةللطائرات العديد من الصواريخ الأمريكية في سماء سوريا”.
فزغلاد – موسكو