https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

يحبذ الصينيون تسجيل الأحداث الكبيرة التي تشهدها الصين في الأسماء، وهذالا يعبر عن أمجاد العصر الذي ولد في الأطفال، بل كذلك يحتوي على تطلعالآباء إلى “نجاح الأبناء تماشيا مع ازدهار الدولة”. وجيانقووه (تأسيسالدولة)، جييه فانغ (التحرير)، يوانتشاو (مساعدة كوريا)، يويهجين(القفز)….هذه الكلمات ليست أفعالا أو مبتدءات، بل هي أسماء أشخاصصينيين. بعد تأسيس الصين، أصبحت كلمات من قبيل “جيان قووه” (تأسيس الدولة)، “جيانهوا”(تأسيس الصين)، “قووه تشيانغ”(تقوية الدولة)، إلخ، من بين أسماءالأشخاص الأكثر رواجا. ووفقا لبيانات مركز خدمات إستشارات أرقام بطاقاتالهوية للمواطنين الصينيين، فقد تجاوز عدد الأشخاص الذين يحملون إسم “جيانقووه” 960 ألف شخص، في حين كان عدد الأشخاص الذين يحملون نفس الإسم 17 شخصفقط، بين سنة 1900 و1917، وقد شهد هذا الإسم طفرة كبيرة بعد عام 1949. حيثبلغ عدد الذين تم تسميتهم بـ “جيان قووه” 8240 شخص في سنة 1949، وخلالالخمسينات تزايد هذا العدد ليصل إلى 230 ألف، وفي الستينات وصل إلى 290ألف، مامثل القمة. في ذلك العهد الذي تأسس في النظام الجديد، لم يكن الناسيحدوهم أمل كبير تجاه الدولة فحسب، بل كان لهم أمل كبير في أن يصبح الشعبهو السيد: وهناك 60% من الذين يحملون إسم “ميندجو”(الديمقراطية)، ولدوا فيذلك العهد. كما كان رائجا في ذلك العهد، أن يحمل عدو أخوة وأخوات أسماءتتعلق بأحداث معينة. ووصولا إلى عهد مقاومة أمريكا ومساعدة كوريا الشمالية، أصبحت هذا الحدثملهما للكثير من الصينيين في تسمية الأبناء. حيث أصبح كلمات من قبيل “يوانتشاو” (مساعدة كوريا الشمالية)، “كانغ ماي” (مقاومة أمريكا)، “وي قووه” (حماية الدولة\الوطن)، خيارات للكثير من الناس في تسمية أبنائهم، ووفقالإحصاءات غير مكتملة، يوجد أكثر من 10آلاف شخص، يحملون أسماء مثل: تشانغ ويقووه (تشانغ يحمي الدولة\الوطن)، لي وي قووه (لي يحمي الدولة\ الوطن)،وانغ وي قووه (وانغ يحمي الدولة\الوطن)، وهناك قرابة 1000 شخص يحملون أسماءمثل: لي يوان تشاو(لي يساعد كوريا)، وانغ يوان تشاون (وانغ يساعد كوريا)،تشانغ يوان تشاو(تشانغ يساعد كوريا)، وحتى القائد العام لجيش التحريرالشعبي الصيني تشوده، أطلق على حفيده الأكبر إسم “يوان تشاو”. ولنأخذ إسمالعائلة تشانغ على سبيل المثال، نجد أن إسم “يوان تشاو” الذي يرتبط بهذاالإسم العائلي في الصين قد بلغ 493 في الوقت الحالي، يوجد من بينها 442إسم، يعود إلى الستينات، ما يمثل 90% من عدد الأشخاص الذين يحملون هذاالإسم. أما خلال فترة “الثورة الثقافية” التي شعر فيها الجميع بالأزمة، فقد ظلالجميع يتعاملون بحذر، ويبحثون عن طريقة للتعبير عن إخلاصهم لـ”الثورة”. وفي تلك الفترة ظهرت الكثير من الأسماء التي تعبر عن وجوب أننكون”إشتراكيين ومهنيين”، مثل: “وي هونغ” (حماية الأحمر)، “وي دونغ” (حمايةالشرق)، “شيوُى نونغ” (تعلم الزراعة)، إلخ، وهنا بعض الأشخاص اختارواالتعبير بشكل مباشر فسموا ابنائهم بـ “ون غييه” (الثورة الثقافية). ووفقالموقع الإستعلام عن الأسماء وأسماء العائلات المتشابهة، فإن الأشخاص الذينيحملون هذه الأسماء، ولدوا جميعهم في فترة الثورة الثقافية. وبعد الإصلاح والإنفتاح، أصبحت أنماط إطلاق الأسماء أكثر تنوعا في الصين،حيث عاد المزيد من الناس إلى الطبيعة الإنسانية، وإختيار أسماء ذات معانيثفاقية. ورغم تراجع ظاهرة “تسجيل التاريخ من خلال الأسماء” بعد الإصلاحوالإنفتاح، إلا أن عددا ليس قليلا من الصينيين لا يزالون يحبذون تسميةأبنائهم وفقا للأحداث التي تشهدها الدولة. مثلا، غالبية الأشخاص الذينيحملون إسم “خه سييه”(التناغم)، ولدوا بعد أن تم طرح مفهوم “المجتمعالمتناغم” في سبتمبر 2004، كما بلغ عدد الأطفال الذين يحملون إسم “آويوين”(الألعاب الأولمبية) 4783 شخصا، خلال سنة تنظيم الألعاب الأولمبية. إن هذه الأسماء لا تخلد الأحداث التاريخية فحسب، بل تعكس تقاليد الثقافةالسياسية لدى الصينيين التي ترتبط فيها الدولة بالعائلة.

صحيفة الشعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − 3 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube