https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

تصادف هذه الايام الذكرى الستون لتوقيع اتفاقية الهدنة التي أنهت الحرب الكورية، وهي مناسبة استثنائية توصف بأنها مقلقة أكثر من كونها تبعث على الإرتياح . في التاريخ العالمي، من النادر ألا يوقع طرفان متحاربان على معاهدة سلام بعد ستة عقود على وقف إطلاق النار، وتلك هي الحالة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وكوريا الجنوبية. فقد وضع ترتيب وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه عام 1953، نهاية لحرب أسفرت عن سقوط ملايين الضحايا ويلعب منذ ذلك الحين دورا جوهريا في الحفاظ على الاستقرار بشبه الجزيرة الكورية.وإن الحقيقة التي تقول أن هذه الاتفاقية تعرضت لتقلبات هائلة، ومن بينها لحظات حاسمة كانت شبه الجزيرة فيها أشبه ببرميل بارود على وشك الانفجار، تعد دليلا على أهميتها التاريخية.ومن ناحية أخرى، فإن وجود هدنة قائمة منذ 60 عاما يظهر على نحو مؤلم بوضوح غياب السلام الحقيقي. فبعد ستين عاما على الحرب الكورية، مازالت الكوريتان رسميا في حالة حرب، وشبح الحرب يطل برأسه على الشعب الكوري على جانبي خط الترسيم العسكري.ومن المؤسف بشدة اليوم أن الجانبين ما زالا يقومان بإحياء ذكرى انتهاء الحرب بدلا من الاحتفال بميلاد السلام . فإن أعدادا ينفطر لها القلب من الكوريين لم يروا أمتهم في حالة سلام من المهد إلى اللحد.كان من الممكن أن تسير الأمور في تجاه أفضل. غير أنه من المناورات الحربية المتكررة التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على أعتاب كوريا الديمقراطية وحتى التجارب النووية وعمليات إطلاق الصواريخ المتكررة من قبل كوريا الديمقراطية، ومن قصف جزيرة يونبيونغ وحتى إغلاق مجمع كايسونغ الصناعي ، لم تؤد مثل هذه الحوادث سوى إلى دفع السلام بعيدا.ومن الممكن أن تسير الأمور في اتجاه أفضل. فالمفتاح إلى حد ما في أيدي كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة اللتين تشكل حالة العداوة المتبادلة بينهما السبب الجذري لزعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وما حولها.ويرى الكثيرون في الأوساط الجيوسياسة العالمية أن واشنطن أغلقت عمدا الباب أمام السلام الكوري واستغلت الوضع لإضفاء الشرعية على وجودها العسكري في كوريا الجنوبية. ويستمد هذا القول مزيدا من المصداقية على خلفية إستراتيجية إعادة التوازن الأمريكية تجاه آسيا، وهى إستراتيجية يتم تفسيرها على نطاق واسع على أنها تهدف إلى إحتواء الصين.بيد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ما هو أكثر من العبارات لإقناع المجتمع الدولي بأنها لا تتشبث بعقلية الحرب الباردة بشأن قضية شبه الجزيرة الكورية.ومن جانب بيونغيانغ، فإن مخاوفها الأمنية مفهومة ولابد من معالجتها على نحو مناسب، ولكن انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي لن تفيد.ولم تقف الصين، وهى طرف موقع على اتفاقية الهدنة التي أنهت الحرب الكورية، متفرجا في الصف الأمامي على المآسي التي تقع في الجوار، وإنما كانت وسيطا فاعلا في الحوار.وتتعهد الصين، التي تدعم نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، بالحفاظ على الاستقرار في المنطقة واستعادة السلام فيها. ومازالت المحادثات السداسية، التي ساعدت على إطلاقها في عام 2003، تمثل أكثر الطرق القابلة للتطبيق من أجل تحقيق السلام الكوري.وتعنى حالة إنعدام الثقة، التي نمت على مدار العقود الستة الماضية، أن السلام الكوري لن يتحقق بين عشية وضحاها وأنه يتطلب إتباع دبلوماسية حثيثة.فالسلام ليس معادلة صفرية. إنه يعود بالفائدة على كل من يحتضنه.لذا، حان الوقت لكى تستأنف الأطراف المعنية المحادثات السداسية وتسعى إلى تحقيق سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية.

شينخهوا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 3 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube