https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png
اذا اردت ان تفهم استفزازية استراتيجية تقوم بها الولايات المتحدة في البحر الاصفر وبحر الصين الجنوبى، فيجب ان تدرك طبيعة هذا البلد واستراتيجيته العالمية ادراكا اساسيا. فذكر تقرير اصدرته وزارة الدفاع الامريكية في عام 2010 في البداية انه أولا وقبل كل شيء ، من المهم أن الولايات المتحدة هي بلد في حالة حرب.
ومن تاريخ البلاد، كانت الولايات المتحدة تشن حروبا بلا انقطاع، وتبحث عن المعارضين، وفي الواقع ان هذه هى القاعدة في تنميتها الاجتماعية. لا يمكن تحفيز الاقتصاد الامريكى بغياب الحرب؛ ولا تقدر الولايات المتحدة على حشد ارادة الجميع بلا منافس لها. وقد سلكت الولايات المتحدة طريق الحرب بلا عودة.
اجرت الولايات المتحدة 10 جولات متواصلة من المناورات العسكرية فى البحر الاصفر، وفضلا عن ذلك اعلنت انها ستتدخل فى القضايا فى بحر الصين الجنوبي، ومن المنظوم الجزئى البسيط نرى ان الولايات المتحدة تحاول التهديد المباشر للصين، وتشكيل ” منظمة حلف شمال الاطلسى الناتو الاسيوى” الذى يتكون من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا بالاضافة الى الاسيان وذلك بواسطة التدريبات الهادفة الى الصين من خلال “معركة جوية بحرية متكاملة”. وهكذا ، ستكون للولايات المتحدة في العالم منظمتان لحلف شمال الأطلسي الناتو شرقا وغربا. وبطبيعة الحال ، فإن منظمتا الناتو هما على استعداد لتجعل الولايات المتحدة تصبح إمبراطورية عالمية فى المستقبل، ولكن الخطر الناجم عن ذلك تتعرض له الصين اولا وقبل كل شىء، وذلك لأن هذا الناتو الاسيوى غير المرئى يتم نشره على طول مياه الصين الزرقاء وذلك ما كان يسمىدائرة التطويق على شكل الهلال” خلال فترة الحرب الباردة، كما وصفها العلماء بسلسلة الجزر الأولى والثانية ايضا.

تصبح الصين الان مركزا لإدارة الثروات في العالم، واذا تم اعتبار الصين بمثابة نقطة استراتيجية رئيسية فيمكن التمتع بمزيد من ثمرات تنمية اقتصاد الصين. ومن جهة اخرى فان الصين التى لا تزال قوتها العسكرية متخلفة نسبيا، تظل تضع التنمية فى الاولوية القصوى، لا تريد، ولا تمتاز بقوة موضوعيا لتحدى هيمنة الولايات المتحدة العالمية. مواجهة لنهوض الاستراتيجية الامريكية، لا تتخذ الصين عادة نهجا صارما ضد الولايات المتحدة، وبشكل موضوعي فان المخاطرة السياسية الدولية التى تتعرض لها الولايات المتحدة أقل من ذلك بكثير.

ومع ذلك ، لا بد أن تدخل الصين الصعيد العالمى لتصبح قوة عظمى تقف جنبا الى جنب مع الولايات المتحدة، ولا يمكنها دائما ان تواجه الضغط الذى تفرضه عليها الولايات المتحدة. فيجب عليها ان ترسم الخط الاحمر الواضح ازاء الخطة الامريكية الرامية الى احتواء الصين، ولا تسمح للولايات المتحدة ب”قسرالصين والتآمر عليها بالعصا والجزرة الى ما لا نهاية فى القضايا التى تتعلق بسيادتها على اراضيها ومياهها الإقليمية ، والقضايا المتعلقة بالوحدة القومية الصينية والوئام الاقليمى، ولا يمكن السماح للولايات المتحدة مع الدول المجاورة لها بالحاق اضرار بمصالح الصين ايضا. ويجب على الولايات المتحدة احترام اهتمام الصين بشأن المسائل الأمنية. ان الصين لم تعمل ابدا بالاعتماد على خصوم الولايات المتحدة على تهديد أمن الولايات المتحدة، اما الولايات المتحدة فليس لديها اى حق فى ان تهدد مرارا وتكرارا وبلا رادع من الضمير أمن الصين. وبالنسبة لأولئك الذين يتجرأون على تهديد الصين، يجب استخدام سلطة الدولة فى توجيه التحذير والقيام بالهجوم المعاكس. يجب ان تكون الصين دولة مسؤولة كبيرة ، وقبل كل شيء من ان تكون لها الكرامة الخاصة.

وبطبيعة الحال، فإن تعيين الحد الأدنى ليس من الضرورى الاعلان عن ذلك مباشرة. ويمكن أيضا أن يكون الإجراء ضمنيا. كانت الصين الجديدة لا تتردد في دعم الحروب التى خاضتها الدول المجاورة للمقاومة ضد الولايات المتحدة خلال الاعوام الماضية، لتجعل الولايات المتحدة تدرك الحد الادنى من التسامح فى الصين، ولذلك تم تجنب المواجهة بين الجانبين في الحرب الباردة.

اذا كانت الولايات المتحدة تعدل النقاط الرئيسية لاستراتيجيتها العالمية، فمن الضرورى ان تعيد الصين النظر فى الولايات المتحدة. ان الصين دولة محبة للسلام ، ولكنها أيضا دولة تتخذ الموقف الاكثر حزما لحماية مصالحها الوطنية. وفى القفازات المخملية الدبلوماسية ، يجب أن يكون في حوزتها راحة كف حديدية ذات قوة فعلية. وان هذا النهج يبدو وكأنه يؤدى الى المجابهة مباشرة، ولكن، فى الواقع انه ابسط طريقة لتجنب نشوب الصراعات. لأن الولايات المتحدة تحترم مثل هذا الخصم. غلوبال تايمز الصينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − 16 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube