https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب المحلل السياسي في صحيفة “أوبزيرفر” سايمون تيسدال مقالا مطولا تحتعنوان “حزازات قديمة وأسلحة جديدة.. هل تقف الولايات المتحدة على حافة حربمع إيران”. وقال إن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية القائدة في العالم حيث دار جدلفي الأسبوع الماضي بواشنطن حول الطريقة المثلى لاستخدام هذه القوة. ففيالماضي استخدمت القوة الضاربة ضد روسيا السوفييتية والقاعدة في أفغانستانوصدام حسين في العراق. أما اليوم فالبعبع الدولي الذي يتصدر اهتمامات البيتالأبيض هو إيران. ومرة أخرى تعيش الولايات المتحدة نقاشات حول الذهاب إلى الحرب التي تظل كماهي عملا فوضويا وغير صادق ومورط. فعلى الجانب الذي يطالب بعقوبات عسكريةبقايا المحافظين الجدد وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي جون بولتون ومايكبومبيو، المسيحي الإنجيلي الذي عمل مديرا للإستخبارت المركزية (سي آي إيه)ووزير الخارجية الحالي إلى جانب مايك بنس، نائب الرئيس الزاهد. وعلى الجانب الآخر قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس وعدد من المرشحينالأملين للرئاسة وقادة البنتاغون المتشككين والذين لا يثقون ببولتونوالإتحاد الأوروبي والناتو وروسيا والصين، الدولتان اللتان تعارضان استعراضأمريكا قوتها في العالم. وفي مركز الخلاف الحالي معلومات أمنية جمعتها الأقمار الصناعية وقدمتللمسؤولين في 3 أيار (مايو) وتظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقومبتحميل صواريخ بقوارب صغيرة في الخليج، والهدف على ما يبدو القواتالأمريكية أو إغلاق مضيق هرمز الذي تعبر منه معظم إمدادات النفط العالمي. وظلت الصور سرا خاصا قبل أن يكشف عنها يوم الأربعاء. ومن ثم أعلنت بطريقةغريبة السعودية، عدوة إيران عن تعرض أربع ناقلات نفط قرب المضيق. والغريبأن لا أحد أعلن المسؤولية ونفت إيران العلم بها. فيما اتهمت قوات المارينزالمتمردين الحوثيين حلفاء إيران في اليمن بالعملية. وكان الرد من بومبيووبولتون حاسما حيث تحدثا عن معلومة جديدة تقول إن الحرس الثوري عبأالميليشيات العراقية الموالية له وطلب منها “التحضير للحرب” وأرسلت حاملةطائرات ومقاتلة للخليج فيما قطع بومبيو زيارته لألمانيا وتوجه إلى بغداد. وفي أعقاب الهجوم على الناقلات زادت الإدارة من الرهان حيث تم تسريبمعلومات من البيت الأبيض تحدثت عن تقديم وزير الدفاع المعين باتريك شانهانتقضي بنشر 120.000 جندي في الخليج. وخطة أخرى تحت النقاش بضرب المنشآتالنووية الإيرانية والمناطق العسكرية. ومنذ ذلك الوقت تحدث المسؤولونالأمريكيون عن عملية عسكرية محتومة، وقدم بومبيو تفاصيل لنظرائه الأوروبيينحيث كان ردهم باردا. وما يثير في كل هذا التصعيد أن الولايات المتحدة لم تقدم ولا حتى دليلا عنالفعل الإيراني العدواني. ويعلق الكاتب أن أي شخص يتذكر التضليل والكذبوالتعمية التي سبقت غزو العراق فالتشابه مع إيران خارق ومثير للقلق. وقالت نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الديمراطية “هل تعلمنا من دروس العقدالماضي” وقال تشاك تشومر، زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ “هناكغياب في الوضوح وغياب في الإستراتيجية والمشاورة”. ولأن الديمقراطيين شموارائحة عفنة فقد بدأوا بالتحقيق في مزاعم قيام وزارة الخارجية الأمريكيةبتحريف تقرير سنوي عن التحكم بالسلاح صور إيران بطريقة سلبية. وبهذهالمثابة فدور بولتون مثيرا للشك. فبعد الحرب الكارثية في العراق اتهمبالتلاعب وحرف المعلومات الأمنية لكي يقوي من موقف الداعين إلى الحرب. ففيمزاعم غير دقيقة قالت إن صدام حسين يملك ويجهز لاستخدام أسلحة الدمارالشامل وهي المزاعم التي رددها في ذلك الوقت رئيس الوزراء البريطاني، تونيبلير. ويعلق تيسدال أن ذكريات مهزلة العراق ربما كانت وراء قرار الجنرال كريسغيكا، نائب قائد قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة عندما سئل عن مزاعمالأمريكيين في الأسبوع الماضي ورد “لم نلحظ أي زيادة تهديد من القواتالمدعومة إيرانيا في العراق وسوريا”. ومع أنه يعمل من بغداد إلا أنالبنتاغون أصدرت ردا ناقض كلامه وجاء فيه أن تعليقاته “تتناقض مع التهديداتالموثوقة التي تم تحديدها”. وفي تكرار لما جرى في العراق رفضت الحكومة البريطانية تصريحات الجنرالورضخت للضغوط الأمريكية. وقالت إنها مع التقييم الأمريكي. ويعتقد أن الأزمة بدأت العام الماضي عندما قررت إدارة ترامب رمي المعاهدةالنووية الموقعة عام 2015 وفرض العقوبات الأقصى على طهران والتي شملت حظرتصدير النفط. وتعهد بمعاقبة الدول التي تواصل التعاون معها. وبرر ترامب سياسته بأن الصفقة سيئة لأنها تعني استمرار إيران في بناءالقنبلة النووية ولأنها لم تشمل على برامج الصواريخ الباليستية وتأثيرهاالمضر في المنطقة. وقال ترامب إنه يريد إيران “دولة طبيعية” في المنطقة. وفسرت هذه السياسات في الخارج على أنها محاولة لتغيير النظام في إيران، فقدشجع ترامب تظاهرات الشوارع وتحدث عن ثمن المغامرات العسكرية التي يدفعالنظام كلفتها من أموال دافعي الضرائب. وفي الأسابيع الماضية زادت واشنطن من حملة الضغط الأقصى حيث صنفت الحرسالثوري كمنظمة إرهابية والغت الإعفاءات الممنوحة لاستيراد النفط الإيرانيوالذي تراجع تصديره إلى مليون برميل في اليمن في انخفاض حاد عن فترة الذروةوهي 2.8 مليون برميل. ويمكن أن ينخفض التصدير إلى نصف مليون برميل في اليوم هذا الشهر. وزاد كلمن بومبيو وبولتون من التعقيد بوضع مصيدة جديدة لطهران وهي تحميلها مسؤوليةأي فعل تقوم بها الميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا واليمن وأيمكان آخر ضد المصالح الأمريكية وحلفاء واشنطن وفي أي مكان. ويرى الكاتب ان العدوانية الصلبة من الولايات المتحدة تركت أثرها على الوضعالداخلي وجعلت إيران محاصرة عسكريا واقتصادها منهار وسكانها يعانون. وفيالوقت نفسه اصطف الأعداء بالمنطقة للمشاركة في الهجوم. ولا شيء على ما يبدوقادر على إسكات طبول الحرب في واشنطن. وبهذه الطريقة يتعامل المتشددون والمحافظون الدينيون ومؤسسة القضاياوالوسائل الإعلامية والحرس الثوري مع الأزمة الحالية. وتزداد قوتهم علىحساب الرئيس المعتدل حسن روحاني وحلفاؤه الذي بدا واضحا عجزهم عن مواجهةالضغوط الأمريكية. وظهر الكلام المتحدي والتهديدات التي تطلق كل يوم من مثل إطلاق “رصاصة فيرأس أمريكا” وتهديدات الجنرال في الحرس الثوري صالح جوكر لضرب السفنالحربية الأمريكية في الخليج و”بسهولة”. ولكن حديثه عن عدم قدرة أمريكا علىشن حرب جديدة هو وهم وقع فيه صدام حسين من قبل. وتم التخلي عن سياسة روحاني الداعية “للصبر الإستراتيجي” باعتبارها فاشلة. ففي رضوخ لضغوط المتشددين قال إن إيران قد تتوقف عن الإلتزام ببنود فياتفاقية عام 2015. ودعا الأوروبيين الذين لا يزالون يدعمونها عمل شيءللتحايل على العقوبات الأمريكية، وحصل على ردود قصيرة من بريطانيا وفرنسافيما رفضت دعوته في الداخل بأنها لا تفيد. ويواجه روحاني الذي لا يزالأمامه عامان في الحكم مشاكل، فلم تلق دعوته للتضحيات كما حدث أثناء الحربالعراقية- الإيرانية قبولا. فيما زاد القمع والإعتقالات التعسفية التي تعهدبالقضاء عليها. وتلاشت أحلام الديمقراطية وانتعاش “ربيع فارسي” عام 2009. ويرى الكاتب أن العداوة بين أمريكا وإيران ليست جديدة فهي تعود للثورة التيأطاحت بالشاه عام 1979 والحصار الطويل للسفارة الأمريكية في طهران. ويرىالبعض في إيران أن أمريكا لم تغفر لهم تلك الإهانة. ولهذا السبب يرى البعض أن أمريكا وفرت السلاح لصدام ودعمته في حربه ضدإيران. ويرى آخرون أن السبب هو التأثير الإيراني المتزايد في المنطقة والذيأغضب أمريكا وحلفاءها مثل السعودية. ويعتقد الكاتب أن الجمهورية الإسلامية تتبع طريقا مسارا قديما حيث توسعقوتها بنفس الطريقة التي وسعت فيها أمريكا نفوذها في القرن التاسع. فبعدفوضى العراق عام 2003 وسعت إيران من نفوذها الذي رأت فيه دول سنية تأثيراخبيثا أما إيران فلا تتسامح مع من يتحدى قوتها الدولية. فدور إيران معروسيا وحزب الله في سوريا وحمايتها لنظام الأسد ليس مدعاة للفخر، فقدارتكبت فيه عدة مجازر. وهناك يد لإيران في القتال بين الحوثيين وبين السعوديين والإماراتيين فياليمن. وتتهم البحرين جارتها القوية بإثارة المشاكل الداخلية لكن في كل هذهالمشاكل يلعب الإنقسام السني- الشيعي دورا. وترى الولايات المتحدة فيزيادة التأثير الإيراني بالمنطقة تهديدا لحليفتها إسرائيل. وتتهم هذه إيرانببناء قواعد عسكرية قرب حدودها. وفي النهاية، ليس من الصعب على أمريكا العثور على سبب أو أسبابللخوف منإيران. وهل هذا مبرر لشن الحرب عليها؟ فمثل عام 2003 هناك كل المكونات التيأدت للحرب في العراق وهي موجودة اليوم في عام 2019: كراهية وحقد، أسلحةجديدة، معلومات أمنية غير دقيقة، عداوات شخصية وأيديولوجيات متضادة وتنافسحدودي وإقليمي وديني وتنافس على المصادر خاصة النفط. ويرى المتفائلون أنالتصعيد هو مجرد تهديدات ولن يقود إلى الحرب أما المتفائلون فيقولون إنالحرب بدأت فعلا والتصعيد قادم. والغريب أن ترامب هو الشخص الذي يمكنه وقفالمسيرة نحو الحرب. وهو يرغب بحكومة موالية للغرب مع أنه لا يكترثبالديمقراطية أو حقوق الإنسان. ويريد حلفاؤه السعوديون والإسرائيليون نزعأنياب إيران لكنه احاط نفسه بمجموعة من الصقور مما يجعل احتمال الخطأ منالطرفين قائما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + 13 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube