https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

المؤلف:بول لاشمار قدم مسؤولو الحكومة البريطانية لمدة ثلاثين عاما مستندات مزيفة إلى الصحفيين والأكاديميين لإنتاج أخبار كاذبة خلال الحرب الباردة، وفقا لملفات أرشيفية رفعت عنها السرية مؤخرا. وكانت الحكومات البريطانية مولت ابتداء من عام 1948 إدارة بحوث المعلومات (آي آر دي) -وهي وحدة الدعاية السرية التابعة لوزارة الخارجية- لشن دعاية سرية ضد الشيوعية، وأفرج عن نحو 2000 وثيقة من ملفات تلك الإدارة إلى الأرشيف الوطني منذ بداية عام 2019، بما فيها هذه المستندات. وتعود الملفات إلى أوائل الستينيات، في ذروة عمل الإدارة التي كان يعمل فيها ما بين 400 و600 شخص، وفقا لبول لاشمار مؤلف كتاب “حرب الدعاية السرية لبريطانيا العظمى” الذي كان واحدا من فريق الصحفيين الذين كشفوا عن وجود الإدارة الحكومية. وموّل فريق إدارة البحوث والعمليات من خلال ما يسمى “الاقتراع السري”، والذي استخدم أموال الحكومة التي لم تخضع للتدقيق البرلماني، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). واتصل لاشمار بموظفين سابقين في إدارة أبحاث العمليات، وتعقب الوثائق التي تكشف عن الروابط الخفية والثرية بين عالم الصحافة والأوساط الأكاديمية والمخابرات. وعلى مدار ما يقارب ثلاثين عاما حظيت تلك الإدارة بدعم سري من ميزانية جهاز المخابرات السرية البريطانية، وارتبطت ارتباطا وثيقا بكل من جهاز الأمن الداخلي والاستخبارات البريطانية. وعملت إدارة بحوث المعلومات سرا في جميع أنحاء العالم باستخدام شبكة من الصحف ووكالات الأنباء -بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية ورويترز- ومحطات الإذاعة ودور النشر والصحفيين والمؤلفين الأفراد. وعملت الإدارة البريطانية في الشرق الأوسط وآسيا، ونفذت عملياتها السرية في اليونان وملايا (ماليزيا حاليا) ومصر وإندونيسيا بهدف دعم الحملة ضد النفوذ الشيوعي خارج المملكة المتحدة، وكسب الرأي العام العالمي لصالح الأهداف الإستراتيجية البريطانية. وقائع مختلفة وفي واحد من الحوادث التي تورطت فيها الإدارة الحكومية جرى إشعال المزيد من التوتر في قضية رحيل طلاب أفارقة عن بلغاريا التي كانت تابعة للكتلة الشرقية السوفياتية، بسبب التمييز العنصري ضدهم. ووزعت الإدارة الحكومية بيانا صحفيا مزيفا على الصحف والكتاب نسبته إلى “الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي” (دبليو أف واي دي)، وهو منظمة معروفة بتوجهاتها الشيوعية. ووردت في البيان المزيف تعبيرات عنصرية ضد الطلبة الأفارقة تسببت في إثارة غضب واسع، قبل أن يتم اكتشاف أنه غير حقيقي بعد أسابيع من نشره. وفي واقعة أخرى جرت في أوروبا زورت ونشرت بيانات منسوبة إلى “المعهد الدولي للسلام” بفيينا في مناسبات عدة. وكذلك استبدلت الإدارة البريطانية ملصقات الاتحاد الدولي للطلاب لتضع حروفا صينية محل اسم الولايات المتحدة لمحاولة تحويل حملة ضد التسلح النووي للولايات المتحدة الحليفة لبريطانيا في الحرب الباردة إلى حملة ضد الصين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 1 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube